الرئيسية منبر البديل السياسي “الجدل” يصاحب مأساة وفاة طفل حرقا بسلا وشكوك تحوم حول “بدائية” الطوارئ

“الجدل” يصاحب مأساة وفاة طفل حرقا بسلا وشكوك تحوم حول “بدائية” الطوارئ

كتبه كتب في 20 فبراير 2020 - 2:32 ص

جريدة البديل السياسي :       فؤاد جوهر / 

بعد أقل من 6 أشهر من صدمة وفاة الطفلة "هبة" وهي في عز الزهور في قلب النيران الملتهبة بشقة بسيدي علال البحراوي، انضافت بحر هذا الأسبوع مأساة هزت مشاعر المغاربة، بوفاة طفل وسط لهيب النيران بأحد الشقق بسلا، ولتلخص الواقعة الأليمة عن اختلالات عميقة يعيشها جهاز مصالح الوقاية المدنية.

شهود عيان من مكان الحادث أكدوا في تصريحات صحفية، بأن عناصر الوقاية المدنية أخبرت في ظرف قياسي بنشوب الحريق داخل إحدى الشقق بسلا، وتمت التعبئة له على متن شاحنة اطفاء ﻹخماد الحريق الفجائي، وكذا سيارة اسعاف، لكن ألسنة النيران كانت أقوى من مجهودات عناصر الوقاية المدنية التي عجزت عن انقاذ الطفل من موت محقق كما هو الشأن للطفلة "هبة".

وأمام تكرار السيناريو لواقعتين مماثلتين في ظرف وجيز، وعجز مصالح الوقاية المدنية عن انقاذ البريئين الصغيرين من براثن الموت، ولهيب ألسنة النيران، اجتاحت موجة من التعاليق فضاءات التواصل اﻹجتماعي، وعبر العديد من الرواد عن سخطهم عن واقع هش يشهده قطاع الوقاية المدنية بمختلف جهات المملكة. وسخر العديد من النشطاء من عدم تمكن عناصر الوقاية المدنية من الولوج إلى مكان الحريق والبيت الذي يتواجد فيه الطفل، حيث عجزت الوقاية المدنية عن تقطيع النافذة الحديدية ﻹنقاذ الضحية من الحريق، في مشهد مماثل ومكرر بمصرع الطفلة "هبة".

قبل شهور مضت بسيدي علال البحراوي، وكشفت الحادثتين المروعتين عن ضعف الأساليب التقليدية التي يعيشها محيط اﻹنقاذ للحالات الطارئة. ولﻹستفسار عن مدى جاهزية مصالح الوقاية المدنية في مثل هذه الحالات الخطيرة،

استفسر جريدة البديل السياسي  عضو فعال في الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، وأقر بأن مصالح الوقاية المدنية تعيش اختلالات عميقة والجهاز معمول فقط في الحالات البسيطة أما في الحالات المعقدة فلا وجود للأشخاص المدربة، ولا لتجهيزات حديثة فغياب آلة لتقطيع النوافذ الحديدية أثار أكثر من سؤال. وأضاف الفاعل الجمعوي بأنه يجب إعادة النظر في طريقة تدخل مصالح الوقاية المدنية في إخماد الحرائق، لأن المردود كارثي، والنتيجة هي وفيات في حالات الحرائق المستعصية، وعجز تام لعناصر الوقاية المدنية، خصوصا مع الطرق البدائية التي يتم التعامل بها في مثل هذه الكوارث حيث تغيب الوسائل اللوجيستية المتطورة.

واسترسل بأنه يجب إعادة هيكلة جهاز الوقاية المدنية بالكامل، وتوفير الأجهزة واﻵليات الحديثة والمتطورة، بما في ذلك الملابس المقاومة للهب والحرارة ﻹنقاذ أرواح المغاربة، وكذا اﻹهتمام بالعنصر البشري المنخرط في صفوف الوقاية المدنية، وتحسين وضعهم المادي على غرار باقي الأجهزة، خصوصا وأن هؤلاء يخاطرون بحياتهم في بعض الحالات من أجل إنقاذ المواطنين.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .