الرئيسية البديل الدولي تفاؤل حذر بين الأطباء في ظل تراجع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الصين

تفاؤل حذر بين الأطباء في ظل تراجع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الصين

كتبه كتب في 17 فبراير 2020 - 2:57 م

جريدة البديل السياسي :

خيم تفاؤل حذر بين الأوساط الطبية في الصين عند إعلان السلطات الصحية في البلاد عن حصيلتها اليومية لضحايا فيروس "كورونا" الجديد والتي أكدت انخفاض عدد حالات الاصابة الجديدة بالفيروس خارج مقاطعة خوبي، بؤرة تفشي الوباء، للأسبوع الثاني على التوالي.

 

ويبدو أن هذه البيانات تتفق مع تنبؤات عدد من أخصائيي الأوبئة والأمراض المعدية بأن تفشي المرض القاتل قد يبلغ ذروته نهاية هذا الشهر، وأن الصين في طريقها لاجتياز المرحلة الحرجة والخطيرة، مشيرين إلى أن النجاح في احتواء الوباء سيظهر عند الاعلان عن تسجيل "انخفاض حاد" في الحالات الجديدة أواخر هذا الشهر.

 

وقال البروفسور غيوم زاغوري، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى شنغهاي، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية، إنه "ينبغي تسجيل تراجع حاد في الاصابات بحلول نهاية فبراير إذا كانت وسائل الاحتواء فعالة".

 

وأوضح أن "البيانات مشجعة لحد الساعة لاسيما بالنسبة للحالات المؤكدة اليومية خارج مقاطعة خوبي (118 حالة اليوم مقابل 165 أمس)، وذلك بفضل الضوابط الصارمة التي فرضتها السلطات الصينية منذ تفشي المرض"، لكن، يضيف البروفسور الفرنسي، ينبغي أن تكون هذه الارقام والاتجاه متناسقا في مقاطعة خوبي وخارجها لمدة اسبوع على الأقل حتى يمكن الحديث عن قرب السيطرة على الوباء".

وكانت اللجنة الصحية في مقاطعة خوبي قد أعلنت الأسبوع الماضي أن أعداد الإصابات الجديدة انخفضت بنسبة 57 في المائة في ستة أيام، ولكن خبراء يرون أنه من السابق لأوانه الدفع بتغيير جذري في منحى الاصابات المؤكدة بالفيروس وحذروا من أن عوامل ذاتية، من قبيل عدم الإبلاغ، قد تغير هذه البيانات الخاصة بالمرض وسلوكه.

وبالفعل، فبعد إقدام السلطات الصحية في خوبي، الخميس الماضي، على تغيير النظام المعتمد لرصد الوباء وإعلانها توسيع نطاق تعريفها للأشخاص المصابين بوباء "كوفيد-19 "، تفاقم عدد الوفيات والإصابات في المقاطعة مع الإعلان عن زيادة في عدد الإصابات المؤكدة الجديدة ب 15 ألفا في يوم واحد.

 

وباتت السلطات عند تعديلها طرق تشخيص وإحصاء الإصابة تحتسب الحالات "المشخصة سريريا"، أي أن صورة شعاعية للرئتين باتت كافية لتشخيص الإصابة، في حين كانت تنتظر قبل ذلك إجراء فحص الحمض النووي للفيروس لتأكيد الإصابة به.

 

وتزامنت هذه الاجراءات مع إعلان الصين عن إقالة مجموعة من المسؤولين في مقاطعة خوبي، من بينهم رئيس لجنة الحزب الشيوعي في المقاطعة، بداعي "التقصير في أداء الواجب وتحدي قواعد الحجر الصحي لإقامة المآدب".

 

وتعرضت السلطات المحلية في خوبي لوابل من الانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي لتقليلها في البداية من حجم انتشار الفيروس، خاصة بعد وفاة طبيب صيني في المقاطعة كان من أوائل الذين حذروا من الفيروس لكنها لم تتدخل بالسرعة المطلوبة.

 

وبينما تتراجع وتيرة الاصابات الجديدة بالفيروس، سجلت الصين رقما قياسيا في عدد الوفيات في يوم واحد بلغ 142 حالة وفاة أول أمس السبت. وقد تسبب الفيروس في وفاة 1770 شخصا في الصين فيما فاق عدد الاصابات 70 ألف حالة وفق آخر حصيلة أعلنتها السلطات الصينية اليوم .

 

ومع ذلك، فقد شكك بعض خبراء الأوبئة في دقة البيانات الرسمية الواردة من الصين، في حين أفادت تقارير في وسائل الإعلام الصينية عن حالات تأخير وعدم دقة في طرق التشخيص، مما يشير إلى أن العدد الحقيقي للإصابات قد يكون أعلى من البيانات الرسمية.

 

ونقلت صحف محلية عن جون ادموندز، الخبير في علم وبائيات الامراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، قوله إنه "من المستحيل الحصول على صورة دقيقة لما يجري في الصين ، وخاصة مايتعلق بمدى فعالية وتأثير إجراءات قيود السفر داخل البلاد على التوقعات" .

 

وأضاف أنه "يتعذر التكهن بتوقيت ذروة الوباء، ذلك أنه رهين بمجموعة من العوامل التي لا يزال الكثير منها غير مؤكد ويصعب تقديره".

 

كما تتفق منظمة الصحة العالمية مع هذا الطرح حيث أكدت، على لسان مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنه "من المستحيل التنبؤ بالإتجاه الذي سيتخذه هذا الوباء".

 

ولا تزال معظم الوفيات والإصابات تتركز في ووهان، المركز الرئيسي لقطاع النقل وصناعة السيارات، وكثافة سكانية تناهز 11 مليون نسمة، بحوالي 96 في المئة من الوفيات.

 

وقد عانت المستشفيات والأطر الطبية في ووهان، عاصمة مقاطعة خوبي، والمدن المحيطة بها في المقاطعة للتعامل مع ارتفاع أعداد المصابين، وكانت في بعض الحالات تفتقر الى الموظفين والمعدات .

 

وتم بناء مستشفيين ميدانيين مؤقتين وما لا يقل عن 11 مأوى طبي مؤقت للتعامل مع الوضع. وتخضع معظم أجزاء المقاطعة، التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا وبكثافة سكانية تقارب 55 مليون نسمة، لقيود على السفر في محاولة لوقف انتشار المرض .

 

وأرسلت الصين أزيد من 25 ألفا من العاملين في المجال الطبي إلى مقاطعة خوبي في إطار جهودها لتخفيف الضغط على الأطقم الطبية المحلية، الذين أصيب منهم 1716 بفيروس كورونا الجديد، فيما توفي ستة أفراد. كما أرسلت بكين ثلاثة مختبرات متنقلة من نوع "بي3" إلى المقاطعة.

 

وأمام ارتفاع عدد الوفيات والإصابات، أعلنت المقاطعة عن مجموعة من الإجراءات المشددة والأكثر صرامة للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، وتتضمن فرض قيود مرورية على كل السيارات والشاحنات غير المخصصة لحالات الطوارئ، وغلق كل الأماكن العامة غير الأساسية.

 

وتأتي هذه الاجراءات في الوقت الذي تجتاز فيه المقاطعة "مرحلة حرجة" في عملية الوقاية من الفيروس، دفعت الحكومة المحلية الى اعتبار الوضع الصحي بأنه "خطير للغاية".

شكلت مواجهة وباء كورونا اختبارا حقيقيا للمنظومة الصحية فيالصين، وكشفت عن ثغرات وقصور دفعت بالرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإقرار بذلك والدعوة، خلال اجتماع للحزب الشيوعي الصيني، الجمعة الماضية، إلى ضرورة "تحسين النظام الصحي الوطني".

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .