الرئيسية نقطة نظام مدينة المتشردين بامتياز … نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز

مدينة المتشردين بامتياز … نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز

كتبه كتب في 30 يناير 2020 - 2:06 ص

جريدة البديل السياسي : نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز :

لعل ما يثيروني ويستشيط غضبي أن أرى جهارا بهارا جيوشا من المتشردين والعاهرات والمتسولين يتقاطرون على مدينة الناظور وهي باب أوربا كما تعلم أخي القارئ..وغير خاف عليك ما قد يغرقون فيه مدينة الناظور الكئيبو نتيجة استثماراتهم. لست بالطبع تواقا أن تكون  هذه المدينة الفاضلة كما صورها أفلاطون..ولكنني على نقيض المثالية, تفرض الواقعية على أن أرفض مصيرا مأزوما لمدينة الناظور سيما وهي تتحول بين أنظاري إلى مستودع للقمامات بشرية من كافة أنحاء المملكة ..

أخبار المجرمين الذين وجدوا في الناظور وكرا أمنا بعد أن لاذوا بالفرار من مدنهم حيث ارتكبوا جرائم؟؟ هل فعلا آلة العدل والآمن عرفت بعض العطب في إقليم الناظور؟؟ أن إنها فقط محتاجة إلى ذلك النزر اليسير من الشحذ أو التشحيم؟؟ لست كذلك منغلقا أو متعصبا للانا عنصريا فيى تفكيري لآهل مدينتي.. فذلك مما لا ينبغي لي.. غاية ما في الآمر أنني مواطن لم أستسغ للمواطنة معنى إلا بقدر ما علمته إياي من قيم الانضباط والنظام لا الفوضى وهذا من ثمار نظلم ملكي عريق ندين له بالولاء أبا عن جد.

 

إن ما أود أصوره للقارئ هو  أن مدينة الناظور, أضحت بمثابة ذلك المصباح الوضاء الذي يستجلب  الحشرات الهائمة في الظلام لتحوم حوله ظنا منها أنها سيسعفها للخروج من حلكة الظلام, فماذا بآمالها تخيب وهي تحترق بوهج المصباح.

إن من يقصد إقليم الناظور من شرائح عامة من المواطنين المعوزين من داخل المملكة أو خارجها من الأفارقة لا يخلو هدفه أن بكون أحد أمرين يجتمعان في نهاية المطاف ضمن أمر واحد لوجود خيط رابط ينسج بينهما وهو الخروج من وضعية الأزمة التي يعاونوها.. وهكذا في الوقت الذي تجد فيه الآفارقة يقتض بهم الجبال المحيطة بمدينتي  الناظور و مليلية نجد الوافدين الآخرين من المملكة يضطرون لتقبل أوضاع عيش مأساوية من حيث السكن والآكل والصحة فمن يسعفه الحظ في اكتراء محل ( كراج ) يلتجأ إليه ليلا مع عشرات من أصدقائه  في المحنة  يضطرون لاقتحام إحدى الدور التي هي في القديمة المهجورة داخل المدينة التي هي ملك لأصحابها بعد أن هجرها الأسبان أو في الدور التي هي في طور للبناء, إن كانوا يشتغلون في البناء, وإن تعذر الآمر فالمبيت بالبايكي كما يروج في لغة الشارع على الأرصفة الرحبة, والحدائق اللصوصية لا العمومية والوضع في شتى الأحوال. وهو وضع مرضي  مخزي ينذر بالآفات الاجتماعية ( سرقة, دعارة,لواط مع الأطفال, تسول, مخدرات بكافة أصنافها, جرائم) سيما إذا عرفنا أن مدينة الناظور أو الإقليم ليس قطبا صناعيا معروف بشركاته ومعاملة التي قد تستوعب هذه الأفواج الهائلة من المشردين..وإذا تأكدت للقارئ مثل هذه الحقائق وهو الذي يراها بأم عينيه, وها هو ذا يقرأها عبر صفحات جريدته  المفضلة, سيتساءل معي بلا محالة أي طمأنينة سينعم بها في مدينته التي كثر فيها الخبث كما هو الشأن تقريبا لإقليم عامة ( تاويمة, بني أنصار, أزغنغان, الناظور بأحيائه المعروفة) .

 

إن العمل في التهريب يفرض سلفا ضرورة التوفر على بكافة تعريف تثبت إقامة هذا الشخص في الناظور…هكذا تبدأ رحلة المعاناة واللعنة لتعاطي شتى أنواع المفاسد الاجتماعية حيث يظل الأمل متقدا لا يخبو سيما وأن الهدف الأسمى الذي يثير شهية الوافدين إلى الناظور طفلا, ورجلا, وامرأة وهو العبور إلى الضفة الأخرى…

 

إذا كان الناظور حقا بوابة أوربا فمن الأولى أن يقصدها  رجال من التدخل والخارج قد نستفيد من خبراتهم واستثماراتهم وعلومهم, وإبداعاتهم الفنية…وفي غياب هذا التوجيه يظل الناظور بمثابة تلك الوردة التي لا يقصدها النحل لامتصاص رحيقها بقدر ما تقصدها حشرات ضارة…فهل تغيرت سنة الله في خلقه؟؟!!

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .