الرئيسية كتاب وآراء جغـــــــــرافية  مديــــــــــنتي  &&&&&&&&&&&&   خـــــــــواطــــــــــر شعنثرية : بقلم ذ .محمادي راسي 

جغـــــــــرافية  مديــــــــــنتي  &&&&&&&&&&&&   خـــــــــواطــــــــــر شعنثرية : بقلم ذ .محمادي راسي 

كتبه كتب في 8 يناير 2020 - 10:34 م

 

جريدة البديل السياسي  :                     بقلم ذ .محمادي راسي 

 

جغـــــــــرافية  مديــــــــــنتي 

&&&&&&&&&&&&

                  خـــــــــواطــــــــــر شعنثرية  """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

 

تـــــــــوطئة :

جغرافية مدينتي الجميلة ؛ مرابعها  / مراتعها / مرنعاتها /جبالها / وهادها  / بحرها / بحيرتها / نحيرتها ،،،،، تضيع بين الترامي والتطفل وسوء التدبير والتسيير،  وبين الإهمال المستمر ، والأنانية الفارغة القاتلة ، والنرجسية الفاشلة ، والذات العاجزة ، وغياب الوعي الثقافي والسياسي والوطني ،  وانتشار وازدياد المتهورين /الانتهازيين /الفاسقين/ المتلاعبين/ بمصلحة المدينة والمواطنين والوطن ، وبأزمة الإنسان المثقف الغيور الذي سيسبر أغوارها  ، وسيحلل وسيناقش حالتها وأسس بنيتها ، بهذا وهذه ،وذاك وتلك ،تتقهقر اجتماعيا /أخلاقيا /ثقافيا / سياسيا/ اقتصاديا/ سياحيا /عمرانيا /صحيا /رياضيا /فنيا …وهلم جرا ومصدرا صناعيا …  إننا أحيانا نناقش المشاكل العظمى والقضايا الكبرى عالميا ، وننسى مشاكل جغرافية مدينتنا وما ينتظرها من إصلاح وتنمية في جميع الميادين … 

 لــــــــوحـــــــــــات ؛

1

أشجار، أحجار و صبار.  

وهاد  و نجاد.

بين  كوركو  والهضاب ؛

ينابيع ، آبار ، عيون ، ووديان ؛

وديان تفيض شتاء،

كلما نزلت الأمطار مدرارا،

تفرح النساء، 

بالمياه الجارية الرقراقة ،

 رمز الخصوبة والحياة،

" كأنهن أمام النيل ،النهر الخالد"

رغم صفائها  وجريانها ،

وخريرها وتدفقها ،

تفنى وهي تصب  في البحيرة الهادئة  ،

وتنضب ؛ربيعا صيفا وخريفا، 

في نضبها يأتي اليأس والحزن ،

وتقحط المروج ،

بل تموت وهي في ربيعها ،

كوركو  بحصنه المتين ،

يحرس  هضبة تلاوين ،

على  ألأحناء؛ ملاو  وألواء، 

 حشرات ، ووحيش ، 

أعشاب ، براعم ، وجمز ،

شمس  ساطعة ،  بحيرة هادئة ،

 بحر  أزرق رقراق ،

وحي للشعراء ،

شاطيء  شاسع ، 

ملاذ للحالمين ، 

حلزونيات  متراصة مرصعة ،                                                              

وصدف  بيض ناصعة ،  ورمال ذهبية .

أبو خديج ،  نوارس ، ونحم ،

بطاط ،  وزات ، زماميج  ، وعلاجيم ،

طيور في ائتلافها  وتلاوينها ،

انسجام ، ووئام ،

جميلة  بأشكالها  وألوانها ،

لا يبدو  أمامها ،

 للطاووس  المغرور أثر،  

ولا  للببغاء  المردد المندحر ، 

 ولا  للحرباء  المتقلب المندثر

 أما  قنفذ الليل  الجوالة الجوابة ….

  والصؤول ، فلا أثر ،

 ولا خبر ،ولا نشر …. 

و"عند جهينة الخبر" ….

غابات شاسعات ، 

تلوثها ،تحرقها أحيانا ،

خباشات تنتظر الإبحار ،

إلى ما وراء البحار…. 

2

بوقانا  الوديعة الجميلة ،

 ،ربيعا ،خريفا وصيفا ،

يلوث  ساحلها ،

بزجاجات  منطرحة ،

تدرن  الرمال  النقية ،

التي  لا ترضى ،

بالتبول  والتغوط والدنس ،

وحتى  أديم اليم  البشوش ،

 والصعيد الطاهر النقي  ، 

الذي سنرجع إليه قاطبة ،

مدينتي  تعرف الجبال  والهضاب ،

الصامدة  الصامتة ،

والبحر المتحرك  المضطرب ،

بين المد والجزر،

 يلفظ  في بعض الأحايين ،

 جثامين البحارة والمهاجرين ،

 في أحشائه  ترقص الحيتان ،

 التي  تصارع العلاجم العاتية ،

وقت  الهيجان،

في  مرامي  المدينة ،

أعلام  بأسماء استعمارية ،

جراء  لعنة الحماية  الملعونة ،

تبكي اليوم   وهي ثكلى يتيمة ،

على مليلية  السليبة المغتصبة ….

التي هي  من بطنها،

 وأطرافها  وجغرافيتها .

3

زرافات وفرادى ،

زمر وأحاد  من البشر، 

تتحرك كالنمل ،صباح مساء ،

قوافل من السيارات واقفة ليلا، 

تنتظر العبور إلى مليلية صباحا ،

ساعات من  الانتظار،

من أجل العمل والتسوق ، 

والتهريب المعيشي ،

للحصول على لقمة جابر بن حبة ،

على الطرق قتلى وجرحى ،

في غياب الإشارات والتشوير، 

يزداد عدد الثكالى ، اليتامى و الأيامى ،

كأننا في حرب ضروس .

4

مكاننا الجميل  صار مدنسا ،

وزماننا  المسافر لا يعود، 

أصبح نسيا منسيا ..

بين المكان والزمان ،

يضيع المبدع ؛

الكاتب والشاعر والفنان…

يتيه بين  الأزقة ،

والجنان والغدران ،

في البحث عن الذات ،

ووصف جغرافية المدينة ، 

والتغني بها، وما يعتريها  

من جوارح  ،

وجراحات وتباريح ،

تضيع  المدينة بين نباح الكلاب وتهارشها ،

ونهيق الحمور والحمائر في المحاجر ،

إنها أزمة الإنسان والحيوان ،

 والزمان والمكان ،

يعيش المثقف مهمشا ،

حسيرا كسيرا ،

منهدم الجفر، 

يموت واقفا جميسا ،

لا مكان للرسم والشعر والفن ،

والتثقيف والترفيه ،

يضيع الشباب بين الأقراص 

المهلوسة ، 

والحقن السامة القاتلة ،

ينسى جغرافية مدينته وشأنها ،

حتى محتده ،ومسقط رأسه ،

يضيع اليتيم  والأرملة و الضيكل ، 

يبحثون  في قمامات الكناسة ،

وأهل الشأن في عمية ،

و تعامش كأنهم عميان ،

يسود الانحلال والاختلال ،

والإغفال والإهمال،  

والانزواء والانزياح …

حتى الأوابد رحلت كالقواطع ،

والحمام رمز السلام ،

هجر  التمراد والمحجر، 

والفراشات النقيات ،

لم تجد زهورا ،

والنحل لم يجد رحيقا ،

في الروض الأشخم ،

لم تبق إلا الكلاب ..

المنتشرة هنا هناك …

 الكل رحل عن جغرافية مدينتي،

خوفا من سلوكات البطش ،

وهروبا من الهواء الملوث ،

وما بالأرض من سرجين وروث،  

مدينتنا أغنية بلا لحن ،

  بلا  كلمات ،  بلا جوقة ،

بلا نغم وانسجام وتناغم ،

موقعها المغري المغوي ،

 جنى عليها ،

شدوا الرحال إليها ،

من سلمية ،وكاولاك ……

فرحل الهدوء،

قل الحياء ،

أفل  الأدب،

انسلخ الجمال ، 

غاب الانضباط ،

ونما الفحش في أقاصيها ،

 وأواسطها وأدانيها ،

 إلى أن توشغت بالسوء والوسخ 

…..

5

إذا جن الليل خرج الجن ،

والإبليس والشيطان ،

والفئران والجرذان ،

والمناجذ والقنافذ ،

لتقرأ جغرافية المدينة من جديد،

والخفافيش والوطاويط والخطاطيف ،

تريد النفاذ من النوافذ ….

محطات ليلية ،

للركوب والنزول ،

جيئة وذهابا ،

كفرس امرئ القيس ،

مهاتفات وتهافتات  ،

كبورصات  القيم ،

في الهواء الطلق ،

بين الليل والنهار ،

مفارقات وسلبيات ،

عجائب وغرائب ، 

تحضر الروامس ،

للبحث عن الملذات واللبانات ،

 وتأتي الكلاب للتعاظل ،

كل شيء متاح ومباح ،

في جغرافية مدينتي …

6

نفجت الرياح ،

فسفت الجبال والهضاب،

والشوارع والساحات ،

قلعت الجعفيليات والطفيليات ، 

ولما بغرت السماء ،

غسلت الأدران ،

وما عجز عنه الإنسان….

جرفتها إلى البحار….

بعيدة عن الأنظار… 

7

أصبحنا لا شيء يذكر، 

أجسادا بلا عقول ،

وبلا أرواح ،

كتماثيل نحات ،

في شوارع وساحات وباحات ،

جامدات صامتات مشلولات ،

نبسا  ،وحركة ، وإشارة ،

وكتابة ،ورسما ….

تسفيها النكباء …

تسلح عليها 

الطيور …

في الهواء الطلق …

تبدو في بجاد شابه الرمادي والأبيض …

8

أين نصب  تذكار وتذكير ،

 لمعركة "إغزار أنوشن "الموعود؟

وأين  نصب تذكار وتذكير،

 لمعركة "سيدي ورياش"المنتظر؟

بأين وأين …

كأني أبو البقاء الرندي ،

 في تسآله عن المدن الأندلسية ….

بهذا التغاضي والتسويف إهمال،

بل ، 

إقبار لتاريخ وجغرافية مدينتي ،

ولرجالاتها ومجاهديها ،

وحرمان للأجيال القادمة،

 من الأرشيف والذاكرة التاريخية .

9

منذ الفنيقيين ….

وجغرافية مدينتي لم تعرف ،

ولم تذق طعم الاستقرار،

في عهد الحماية،

 تعرضت  للدمار،

أرضا وجوا وبحرا،

 برصاص الاستعمار ، 

ذلكم الاستعمار الذي لقي ،

 شر الهزائم والاندحار، 

على أيدي أبطال أشاوس ،

و جيش باسل ،جرار مغوار، 

لأجل العيش الكريم،

 والحرية والكرامة  والازدهار، 

نسينا المجاهدين ،

وجل الرجال الأخيار الأبرار ،

بل نسينا حتى مدينتنا ،

من أجل البناء والتثقيف والإعمار ،

بعلة الانتهازية والتغافل والإدبار،

أهملنا طبيعتها الخلابة ،

برا وبحرا بثقافة الإقبار، 

كثر الدجالون والواشون ،

حتى عددنا من الأشرار، 

هذا مصيرنا ووضعنا ،

وهذا من مشائية الأقدار ،

أحار في جغرافية مدينتي ،

هل نحن :من أهل الحجر، 

والبدو  والصبار والوبر ،  

أم من أهل المدن والتمدن ،

 والتحضر والحضر   ..؟

10

هل سترقى مديتني 

كباقي المدن ،

أم ستبقى في الإنعاش والانتظار، ؟

لا تبارحها الحمى والأنيميا ،

تصارع أوابد الدنيا ، 

وتحارب الجهل ،

أم ستبقى بدون ذاكرة إلى أبد  الأبود ؟؟اا

هل سترقى إلى المدن الثقافية ،

ك:ليميريك ،

بالشوارع والحدائق ،

والمناظر والإبداعات ،

والساحات والفضاءات ،

وكل ما يمت بالمدينة ،

 من إرثها  الحضاري ،

والثقافي والفني …

إلى :

جغرافيتها الجميلة

والآثار القديمة 

والمناظر الشاعرية 

لا أدري ….؟؟؟

إننا سائرون فوق هذه الجغرافية 

شئنا أم أبينا ،

نسير وأمامنا مناكر،

لا تقبلها العقول ،

تشمئز منها النفوس ، 

ومشاهد  يندى لها الجبين ، 

نغدو نحن الضالون  الزائغون،

وهم الجادون الصالحون ، 

يقررون فيِؤشرون ….

يسيرون   فيسيئون …

ولا يعرفون  متى سيجتمعون….؟؟

وماذا سيقولون وسيقرأون …؟

 لأنهم يرتعشون، يتلعثمون ،

 يعرفون ويعترفون ،

 أنهم  لا يعرفون ولا يستحقون ….ااا.

فلماذا يتسابقون إلى الكراسي …؟؟

بهذا تموت قلوبنا ،

وتشقى عقولنا ،

من كمد وهم وغم ..

وما نراه من عجرفة وهجرعة …

فننسى جغرافية مدينتنا ،

ونصاب بالفشلل  والملل والشلل…

إلى أن يصل الرحيل ….

كما رحل  الأحباب والأهل ،

والإخوان والخلان  …

وفي نفوسهم شيء من متى وحتى …اااا

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .