الرئيسية اجتمــاعيات الحشرة القرمزية تغزو صبار ( زعبول ) منطقة السهول ضواحي الرباط وتهدد بقاءه

الحشرة القرمزية تغزو صبار ( زعبول ) منطقة السهول ضواحي الرباط وتهدد بقاءه

كتبه كتب في 23 ديسمبر 2019 - 2:53 ص

 جريدة البديل السياسي  :         تحرير : ذ. خديجة بنهنية

 

الحشرة القرمزية تغزو صبار ( زعبول ) منطقة السهول ضواحي الرباط وتهدد بقاءه

 

لا أحد من ساكنة منطقة السهول الفلاحية ضواحي العاصمة المغربية، وكذا بقية مواطني جهة الرباط – سلا القنيطرة، و سائر جهات المملكة يجادل أو يشك في جودة فاكهة الفقراء قديما – " الكرموص الهندي أو كرموص النصارى أو الزعبول " ، التي كانت تسجل أرقاما قياسية على التهافت والإقبال عليها محليا وجهويا ووطنيا، حيث كانت وإلى حدود السنوات الأخيرة من العقد الأخير آمنة مطمئنة تشع نظارة ونضجا وخضرة قبل أن تجتاحها الحشرة القرمزية الوافدة عليها من خارج المغرب.

فنبتة الصبار كانت تدخل في إطار مصدر الدخل الإضافي للمغاربة من سكان البوادي، وسندا قويا لتعليف مواشيهم وبهائمهم في السنوات العجاف وحين تشح السماء بالقطر، وسياجا وقائيا يحمي ضيعاتهم وفدادينهم وبساتينهم و مساكنهم وكل ممتلكتاهم من الغير.

لكن ما أضحى عليه واقع الحال في هذه الربوع اكتساح غير مسبوق للحشرة القرمزية لكل الغطاء النباتي للصبار، وهو ما جعل الفلاح في وضع لا يحسد عليه أمام تنامي هذه الظاهرة، التي ألقت به في متاهات عدة، رغم ما قام به مبادرات محتشمة للتصدي والمقاومة وطرق أبواب القطاع الوصي والاعلام، تحسبا لكل تطور من شأنه أن يجهز على ما تبقى من هذه النبتة التي تتحمل الجفاف ونذرة المياه.

ونظرا لكون الصبار تستغرق عملية إعادة إحيائه وإنباته مدة زمنية تطول لسنوات، فقد أقدم بعض مناهضي الحشرة المدمرة على معالجة " درݣهم " بمحلول وصفات تقليدية للحيلولة دون انقراض النبتة الطبيعية ال :Bio التي تشكل ملاذا مفضلا للنحل والحشرات الملقحة، وأنواع من الطيور والزواحف والقوارض.

واعتبارا لكل ما ذكر، فوزارة الفلاحة ومخططها الأخضر لم تول المعضلة أهمية قصوى، ولم تتصد بالجدية المطلوبة إلى القضاء على الحشرة بمضارب هؤلاء الفقراء، ولم تبد أية مبادرة لتعويض الفلاح الصغير نظير ما تكبده من خسائر؛ ذاك الفلاح المستضعف الذي كانت أسرته تعرض الفاكهة الشوكية على مشارف أحراش البادية لكسب دريهمات توفر لها السكر والشاي وكسرة خبز…

فإذا كان التنظير والبرمجة يصبان في واد فإن الواقع في المنطقة الفلاحية السهول يصب في واد آخر. فأي مقاربة شمولية ومندمجة للفاعلين في القطاع الفلاحي حققها مخطط المغرب الأخضر الذي أشرف على انطلاقه جلالة الملك سنة 2008 ؟ أخذا بعين الاعتبار أن المخطط يرمي إلى جعل القطاع الفلاحي رافعة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب. حيث تندرج استراتيجيته في إطار استكمال عدة مشاريع كبرى على الصعيد الوطني، منها : خلق فرص الشغل ومكافحة الفقر وحماية البيئة.

هذا إذا علمنا – بالطبع – أن الدعامة الثانية التي يستند عليها مخطط المغرب الأخضر تخص أولا وأخيرا وبصفة حصرية الفلاحين في وضعية صعبة، في حين تستهدف الدعامة الأولى الفلاحة العصرية ذات قيمة مضافة.

إن ساكنة السهول عانت ولا تزال من الهشاشة والأمية والفقر والتهميش، إذ من الملاحظ أن ما قام به القطاع الوصي غيض من فيض لم يؤهل المنطقة ولم تطل طموحات أهاليها ما جاءت به أهداف المخطط الذي تكرست معه الطبقية، فازداد الغني غنى والفقير فقرا.

فالنزر القليل الذي أولته وزارة الفلاحة لهذه المنطقة لم يستطع تغيير النمط المعيشي للمزارعين الذين تصنف زراعتهم وفلاحتهم بالمعيشية، باستثناء الكبار منهم الذين يحظون بامتيازات عدة تندرج في سياق الدعامة الثانية للمخطط السابق ذكرها.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏زهرة‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .