الرئيسية ملفات ساخنة السحر والشعوذة يهددان كيان الأسرة ويزعزعان أمن واستقرار المجتمع +( صور )

السحر والشعوذة يهددان كيان الأسرة ويزعزعان أمن واستقرار المجتمع +( صور )

كتبه كتب في 14 ديسمبر 2019 - 12:22 ص

جريدة البديل السياسي 

ظاهرة السحر والشعوذة وخصوصًا في المجتمعات العربية، تعد مشكلة من المشكلات القديمة المتجددة عبر الزمن، وذلك نتيجة انتشار وسائل الاتصال التي تسهل هذا العمل الخبيث، حيث يلجأ إلى هذه الأعمال الأشخاص ضعفاء الإيمان بربهم، والذين تمتلئ قلوبهم بالحقد والحسد، ويدفعهم ذلك إلى الإضرار بالناس، فالبعض يتخذ من أوكار السحر والشعوذة ملجأ وحلاً لمشكلاتهم الزوجية أو العائلية أو المهنية وما شابه ذلك، ويغرقون في مستنقع الجهل رغم أن أغلب مرتادي أماكن السحر والشعوذة من المثقفات والمتعلمات اللاتي يشغلن مناصب مرموقة ومعروفة.

 

ويعتبر السحر من أخطر الأمراض الروحانية، التي تسلط على شخص أو عدة أشخاص، وهو من فعل الإنسان ويختلف عن باقي الأمراض الروحانية، لأنه لا يفرق بين إنسان تقي وآخر غير تقي أو إنسان مؤمن أو كافر فالكل معرض لأذاه، ولكن ينعم الله عز وجل ويحمي من يشاء من خلقه.


صفحة «الأمن» من خلال التحقيق التالي تسلط الضوء على موضوع السحر والشعوذة من عدة جوانب: ما معنى السحر وما جزاء السحرة؟ وما حكم الذهاب للسحرة والعرافين؟ وما هي عوامل الوقاية وطرق الخلاص من السحرة والمشعوذين؟

توعية فئات المجتمع

 

وبهذا الصدد أكد النائب محمد إسماعيل العمادي على أهمية وضرورة تجريم القانون لهذه الممارسات وذلك لما له من أثر على المتضررين ولحماية الناس، حيث إن موضوع السحر والشعوذة أخذ بعدًا عميقًا في مجتمعاتنا بحكم أن الظاهرة زادت بين الناس، وأصبح البعض يستغل أمور الشعوذة في عملية الاحتيال والنصب على مرتاديها من يلجأون للسحرة والمشعوذين بحجة حل قضاياهم ومشاكلهم الاجتماعية والعملية، مضيفًا أن هذه الأعمال كانت سببًا في حدوث تفكك بين الأسر والعوائل بحيث أصبح معالجتها أمر لازم وواجب، قام المشرعون بالتعاطي كجزء مكمل لقانون العقوبات وبإمكان المتضررين اللجوء للقضاء والإبلاغ عن أي شخص محتال ومشعوذ.
وأشار إلى أهمية توعية كافة فئات المجتمع حول ضرر السحر والشعوذة وعقوبته وحكمه في الإسلام، والسعي إلى مكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها من جذورها وذلك من خلال وسائل الإعلام ووزارة التربية والتعليم.
تجريم السحر والشعوذة
اعتبرت سوسن تقوي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى أن الإضافة التي تضمنها قانون العقوبات من خلال المادة 410 مكرر والتي تجرم أعمال السحر والشعوذة، من التشريعات التي عالجت فراغًا تشريعيًا كان موجودًا قبل إصدار هذا التعديل في العام 2010.
وأضافت أنه في عالم اليوم والذي يتصف بالتطور الدائم أصبح من المهم أن يكون لكل جريمة نص يحكمها ويعاقب من يرتكبها، وهذا التعديل جعل الحكم القانوني واضحا تجاه من يزاول هذه الممارسات التي تتنافى مع الدين والعادات المجتمعية بهدف التكسب منها من خلال إيهام المجني عليهم بحصولهم على منفعة، والتي كانت قبل هذا التعديل يتم التعامل معها على اعتبارها عملا من أعمال الاحتيال فقط، رغم ما تخلفه من توابع وآثار مجتمعية سلبية كبيرة.


وتابعت قائلة: فالمشرع حينما اقترح هذا التعديل، كان يستشعر أهمية أن تكون العقوبة مناسبة لحجم الجريمة، وأن تكون محددة وخاصة بفعل معين، بما يسهم في مواجهة انتشار هذه الظاهرة والقضاء عليها، وهو ما جعل مملكة البحرين تعد من أوائل الدول التي جرمت أعمال السحر والشعوذة.


وقالت تقوي إن السحر والشعوذة لها آثار مدمرة على الأسرة تحديدا، وللأسف فإن البعض رغم ذلك يلجأ له، وهو ما أجده من وجهة نظري يعود في الأساس لضعف الوازع الديني أو الجهل بهذه الأمور، خاصة وأن العديد من هذه الأعمال تمارس باسم التداوي بالطب الشعبي، استغلالاً لهذه المهنة التي لها أصولها وباتت علمًا يدرس في الجامعات.
واختتمت تقوي حديثها بتوجيه الدعوة لأفراد المجتمع بالبعد عن ممارسي هذه الأفعال، وذلك حماية لكيان الأسرة، فيما يبقى القانون البحريني كفيلاً بمجابتهم.

 

سن تشريع لمرتادي السحرة


وفي السياق ذاته قال المحامي عبدالرحمن يعقوب الشوملي إن العقوبة قد حددتها المادة 310 مكرر من قانون العقوبات البحريني التي تنص على عقوبة السحر والشعوذة حيث جاءت الإضافة بالنص التالي (يعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زاول على سبيل الاحتراف والتكسب أيا من أعمال السحر أو الشعوذة أو العرافة، ويعد من هذه الأعمال الإتيان بأفعال أو التلفظ بأقوال أو استخدام وسائل القصد منها إيهام المجني عليه بالقدرة على إخباره عن المغيبات أو إخباره عما في الضمير أو تحقيق حاجة أو رغبة أو نفع أو ضرر بالمخالفة للثوابت العلمية والشرعية).
وأشار إلى أن المشرع لم يضع عقوبة أو يجرم الذين يذهبون للسحرة والمشعوذين حتى نستطيع وقف ومنع هذه الخرافات والدجل والشعوذة، وعليه نناشد أهل التشريع من باستحداث نص يجرم هؤلاء حتى نستطيع وقف ومنع هذه الخرافات والدجل والشعوذة.


فضلاً عن أن السحر والشعوذة يعتبر نوعًا من أنواع النصب والاحتيال وفقًا لنص المادة (391) من قانون العقوبات، والتي تنص على (يعاقب بالحبس من توصل إلى الاستيلاء على مال منقول أو سند أو إلى توقيع هذا السند أو إلغائه أو إتلافه أو تعديله، وذلك بالاستعانة بطرق احتيالية…).


وأوضح بأن النصب والاحتيال الذي يهدف الممارسة من ورائه الحصول على نفع غير مشروع لنفسه أضرارًا بآخرين باعتبار إن جوهر النصب هو الخداع، أي أن يقوم الجاني بأفعال السحر من أجل خداع المجني عليه للحصول على نفع مادي منه وذلك بإيهامه بأنه بإمكانه شفائه من مرض يعاني منه أو تحقيق هدف أو غاية يطلبها لغرض بنفسه وبهذا يكون القانون قد نظر إلى الركن المادي لهذه الأفعال باعتبارها طرق احتيالية تدخل ضمن جريمة النصب أو وسيلة من وسائل النصب التي نص عليها القانون على سبيل الحصر.


وحيث إن أثرها إذا قصد الفاعل إيقاع شخص في الغلط، مثال على ذلك قيام الساحر أو المشعوذ أو العراف بإيقاع شخص في الغلط عن طريق اتهامه بأنه مسحور أو أن الجان يسكنه، أو إذا قصد الفاعل إبقاء شخص في الغلط الذي كان واقعا فيه، ومثال على ذلك أن يتوهم شخص أنه مسحور أو أن الجان يسكنه فيذهب إلى هذا الساحر أو المشعوذ ويتعمد إبقاءه في الغلط الذي كان واقعًا فيه، وإيهام الناس بوجود واقعة غير موجودة أو إخفاء واقعة موجودة أو تشويه حقيقة الواقعة، مثال على ذلك إيهام الآخرين بأن هنالك قوى خفية تسيطر عليهم وتعمد تشويه الحقائق. هذا إلى جانب استخدام وسائل خفية تخالف الشرع والدين والقانون، وجميع هذه الأفعال يجب أن تقترن بالقصد الجنائي لكي يعاقب فاعلها.


وختامًا قال بأننا نناشد أهل التشريع من تجريم الذاهبين لأهل السحر والشعوذة حيث خلا قانون العقوبات من تجريمهم ومعاقبتهم حتى نستطيع وقف ومنع هذه الخرافات والدجل والشعوذة واقتلاعها من جذورها.

محرم شرعًا
أكد الشيخ محمد بوقيس نائب سابق بأن السحر في اللغة هو ما لطف وخف، أما في الشرع فهو تمائم وعزائم منها ما يفرق ومنها ما يمرض، وللسحر أنواع منها: سحر تفريق لقوله تعالى «فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه»، والنوع الثاني سحر تخيل ولقوله تعالى«يخيل إليهم من سحرهم إنها تسعى».


وتطرق إلى أن هناك أعراضًا للسحر تظهر على المسحور في اليقظة حيث يشعر بضيقة في الصدر وصداع في الرأس وكراهية للعبادة إلى جانب التغير المفاجئ لأهله في تصرفاته وكلامه وأسلوبه، أما في المنام فأنه يرى أحلامًا مزعجة كالقطط والكلاب السوداء والعقارب والثعابين.


وأضاف بأن ديننا الحنيف حرم السحر بكافة أنواعه وأنه كفر ولا يجوز في قوله تعالى «واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولاً إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون» سورة البقرة الآية 102


وفي السنة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من سحر فقد كفر»، مشيرًا إلى أنه لا يجوز أيضًا الذهاب إلى السحرة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من ذهب إلى عراف أو كاهن فصدقه كفر بما أنزل على محمد»، أما بخصوص حكم الذي يتعمد بالضرر بالآخرين بالسحر فهو مفسد لقوله تعالى«ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين».


كما أشار إلى بعض الإرشادات والعوامل والطرق للتخلص من السحر والوقاية منه مثل: قراءة أذكار الصباح والنوم والمساء يوميا، قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام مرة لقوله صلى الله عليه وسلم «اقرؤا البقرة فإن أخذها بركة ولا تستطيعها البطله»، وقراءة آية الكرسي، والاصطباح بسبع تمرات من العجوة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من أصطبح بسبع تمرات فلا يضره سحر».

قصص مؤثرة
وذكر لنا الشيخ محمد بوقيس إحدى الحالات التي لجأت إليه، حيث إن هناك امرأة عملت سحرا لرجل وأبعدته عن زوجته وأبنائه لدرجة أنه يخرج من عمله من أقصى البلاد ويذهب إليها في أقصى البلاد وعند دخوله إليها في المنزل يسجد لها ويضع كامل راتبه أمامها. وحالة أخرى ذكرها لنا عن امرأة تغيرت أحوالها في المنزل ومع الأهل حيث أصبحت منعزلة وتجلس في غرفتها المظلمة لوحدها وتم إحضارها لي حيث قمت بالقراءة عليها وعلاجها من السحر حيث استفرغت ما في جعبتها وذلك لأنه كان سحرًا مأكولاً.

 

إنزال أقصى العقوبة عليهم
وفي سياق متصل ننقل لكم قصة (م.ع) الذي أثنى على تجريم السحر والشعوذة لأن ذلك سيساعد المتضررين وسيحميهم من أعمال السحرة والمشعوذين، وسرد تجربته الشخصية بأنه تضرر من السحر، وأشار إلى أنه وجد أكثر من مرة سحرا عند منزله مما أثر على والده حيث تحول من رجل دين ملتزم بالأمور الدينية إلى رجل مريض لا يستطيع أداء أموره الدينية ولا يحب النظافة الجسدية، وتم الاتصال بشيوخ دين من أجل الرقية والقراءة دون جدوى وذلك بأنه تم إخبارهم بأنه يعاني من سحر اسود صعب التخلص منه، واستمر حال والده على هذا الحال إلى أن توفى، وعليه نتمنى ونرجو من الجهات الأمنية والمختصة القبض على هؤلاء السحرة وعلى من يستعين بهم وإنزال أقصى العقوبة عليهم لأنها تعتبر جريمة قتل نفس عمدًا.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .