الرئيسية كتاب وآراء الإضبارة تحت الضبر للظفر بالأجر… بقلم ذ. محمادي راسي

الإضبارة تحت الضبر للظفر بالأجر… بقلم ذ. محمادي راسي

كتبه كتب في 11 نوفمبر 2019 - 2:49 م

 

جريدة البديل السياسي :   بالأجربقلم ذ. محمادي راسي

                                                                     الإضبارة تحت الضبر للظفر بالأجر بقلم ذ. محمادي راسي

من الأرشيف 

                                   

                             يتأبط البجر الإباطة التي فيها أضابير، لا يعرف مضامينها، وما الحكمة من تأبطها إلا هو،  ولكن تتقاطر عليه حشود في أحايين معينة، نهارا وليلا…، إنه يطبق تقريب الإدارة من المواطنين، ولكن، يغادر مكتبه تلبية لمواعد تسليم الأمانة ثم استلام الغنيمة، يلوس الحلاوات فتغريه اللواسة اللذيذة، ويصرح بأنه لا يدالس ولا يؤالس ولكنه يألس المغفلين والانتهازيين، إنها إدارة متنقلة عند هذا الحائن في الوقت الذي تحث فيه الدولة على العمل في إطار الوضوح والشفافية، ومحاربة الرشوة والزبونية والمحسوبية، هل ما يقوم به يعتبر تضحية في سبيل خدمة المواطن، أم البحث عن الضحايا، أم العمل في إطار غير قانوني لا يقبله العقل ولا المنطق؟، يواظب على الغياب لأنه دائما لا يستقر في مكتبه، بعلة البحث والتنقيب واللقاء في المقاهي النائية بعيدا عن الأنظار، لوجله من الفضح من طرف أقرانه وأعدائه، الذين يرونه مزهوا بنفسه، ومدعيا أنه يملك زمام الأمور، ويحكم بني انصار، وخليفة الله  في أرضه، أن يفعل ما يشاء، ولأنه في مدينة جاهلة حالمة كما يظن هو والسوفسطائيون، عليه أن يراجع ويصحح هذا الاعتقاد، فاليوم سيكون الحساب والعقاب لمثل هذه النماذج المتهورة.

 

                                       يستمر على هذا المنوال إباطة الإضبارة، ظننته يقوم بمشروع، أو مقاولا، أو ….؟،   لأنه يخال نفسه حاكما، فهو والعدم سيان، وصفر على اليسار، وما هو إلا ساع، يسعى ويطلب الدريهمات في الشوارع، ليجلس في المساء في المقاهي مزهوا شاربا أجود المشروبات، مدخنا أرفع السجائر، ثم إذا جن الليل يقصد الأماكن المعهودة لاقتناء الخمرة والحشيش، كي لا يفتضح أمره، لينادي على ندمائه الذين يشاركونه في البرطلة والفساد، وتبجر الكحول وتدخين السموم بعد خلو الجو، للتعويض أو التصعيد أو التشهير لأنه أصابته العقد، وأخناه الهلوع والعلهان، وأضناه الغنص والغناظ، وأهلكه الهرف والخرف قبل الأوان.

يقضي أيامه على هذا النمط، يغدو والسغب يخمصه، والإضبارة تثقل كاهله وممشاه رغم أنها خفيفة، ولكن ما بداخلها يقض مضجعه، وفيها ألغاز وطلاسم، ويؤوب وبطنه بطين، يمشي مرحا مختالا متبخترا سبهللا، ينهت كما ينهت القرد، ويتنهتر على الناس في أقاويله، ولكن لا أحد يثق فيه، من إفراطه وإسرافه، لأن نزغ الشيطان حمله على المعاصي، فأصابه الخلل في عقله وفي مشيته وتصرفاته، لا يستقر في مكتبه، ولا يجلس على مقعده ، يتفسح ويتجول لا يبرأ إلا حينما يلتقي بزبنائه الطلح المغدقين عليه لأغراض مشتركة مبهمة، ومصالح بل مطالح ممقوتة.

 

                                      بمثل هؤلاء ضاعت حقوق اليتامى والفقراء والمساكين، لأن مستنداتهم تطمس وتتلف وو…؟؟  ـــ وخصوصا الوثائق القديمة التي ترجع إلى بداية القرن الماضي ـــ فلا يملكون حججا للإدلاء بها، أثناء الترافع أمام المحاكم، فأهل الأضابير هم المحافظون عليها كي لا تتداول في الأرشيفات والتوثيق، لذا ترى صاحب الإضبارة يتأبط كل ما هو صالح لسيده الذي يسلم له الهدية، ثم بعد هذا يدعي أنه شخص مرموق ،وعلم  مشهور ، ونجم معروف، وقطب بارز ، ويحسب له ألف حساب ،وما يشق غباره ، إن هناك ملفات ساخنة، ستعري صاحب الإضبارة مستقبلا، وستكشف عن حقيقة كل ما كان يتأبطه وهو مسرع قلق في واضحة النهار، وكأن أحدا يطارده من كثرة الوجل، يحب أن يندس ويلج إلى الدار بسرعة، ليحسب ما كسبه من مال، يخال أنه لا يراه أحد ولكن الله يراه  ، ويعرف ما يقوم به من منكروشر ، إن ما يحمله ويأكله ويشربه ويلبسه حرام.، لأنه ليس من عرق جبينه .

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .