الرئيسية قضية و تعليق رأس الماء بين الأمس و اليوم بقلم:عبدالرحيم السارح

رأس الماء بين الأمس و اليوم بقلم:عبدالرحيم السارح

كتبه كتب في 7 نوفمبر 2019 - 2:33 ص

جريدة البديل السياسي : بقلم:عبدالرحيم السارح

قبل سنوات من الآن،مدينة رأس الماء أو بالأحرى قرية رأس الماء قبل أن تنتهك حرمتها و يتم استصدار قرار تحويلها لجماعة حضرية عوض القروية،كانت تعيش في هدوء تام في جميع مناحي الحياة خاصة بوضعها السياسي.حيث كان أي مواطن يعرف أن هناك رئيس دائم لا يتغير في حين يتم بين الفينة و الأخرى تغيير بعض نوابه كتغيير الجوارب.

نعم هكذا كانت،فلم يكن المواطن يعلم في كثير من الأحيان أسماء أعضاء مجلس الجماعة أو بالأحرى معرفة دورهم و مسؤولياتهم عدى الحضور في الولائم و الاعراس و حتى الجنائز لم يكونوا يوعرون لها اهتمام،إلا إذا كان المتوفي تأتي من بعده بعض الأصوات للانتخابات أو صاحب مال و جاه. نعم بالأمس القريب و ليس البعيد كانت هذه الجماعة الترابية تستكين لهدوئها السياسي،فلم يكن تحدث ضوضاء عن دورات مجلسها الجماعي و لم يكن يعرف حتى متى و كيف تتم هذه الدورات.بل و لم يكن المواطن يعرف حتى ماذا تعني دورة مجلس الجماعة. هذا الواقع الذي ساد خلال السابق من عهد المدينة "ذات الاحتياجات الخاصة"كان معه من الصعب تأمل جديد أو مستقبل أو وجوه جديدة في مجالها السياسي.

إذ بمجرد الحديث أو انتقاد أحد من منتخبيها و لو على سبيل الضحك،كنت ستجد تهديدا و وعيدا قد سبق للمنزل عن طريق الأعيان و الاتباع و من كان في هذه الحالة مؤكد بات في الضلام خارج المنزل بسبب سخط والديه عليه من باب خوفهم مما أسميه دوما ب "بوعو". مرات الأيام و السنوات و الحال على ما هي عليه،إلى أن هبت ريح اقتلعت بعض الكراسي الرأسية التي كان يجلس عليها المؤتمنون على البلدة،فمنهم من سقط و منهم بقي جالسا و لو على قشة.. بدأت تتوضح بعض الامور و المفاهيم و بدأ معه المواطن ينشد مستقبلا غير الذي كان ساءدا.

جاء الغيث بعد ذلك و غيرت بعض وجوه السياسة و بقيت أخرى تنتظر الفرصة المواتية للرجوع بالبلدة لسابق عهدها مستغلين العروق التي زروعها منذ سنين خلت و التي تفرعت في تربة الأمية و الخوف و اللا اهتمام. مع جديد ذلك استوعب المواطن دوره الفاعل في السياسة المحلية ليس فقط خلال الانتخابات و أمام صناديق الاقتراع بل من خلال النقاش الدائم و الفعال،لمختلف القضايا التي تهم الشأن المحلي.. كيف لا و هذا النقاش الذي أصبح ساءدا في كل المجالس التي ترى فيها شخصين و أصبح معه كل شيء مسيس حتى كوب الماء الذي تطلبه لأحدهم.

تسييس بدأ عقلانية يناقش الأفكار و البرامج حتى أصبح في ما بعد شخصانيا عقيما يناقش الاشخاص بدل طرح الأفكار و البدائل و إقتراح الحلول و المساهمة الفعالة في بناء مجتمع يجمع كل أبناءه،عوض تكسير الأرجل محاولة من بعض الأطراف فرض القوة و استبيانها على حساب الطبقات الفقيرة و الهشة،التي لا يهمها سوى جمع قوتها اليومي سواء من الصيد أو الفلاحة او أي شيء آخر…

بين الأمس و اليوم متغيرات و جديد فرض نفسه مع ازدياد الوعي بين فئات المجتمع و خاصة بين شبابه،الذين أثبتوا سابقا أن بإمكانهم الوصول لأي مبتغى يريدون فقط يلزم التسلح بالإرادة و الصبر و البصيرة في معالجة الإشكالات اللحظية لفرش الطريق لتحقيق الأهداف المرجوة. نعم بالأمس لم يكن المواطن يعلم حتى مواقيت عمل الإدارة..لم يكن يدرك أن بالإضافة لشواهد الازدياد التي يأتي لاخذها من الجماعة،أن هذه الأخيرة من مسؤولياتها أيضا تقديم خدمات القرب للمواطنين.. هذا ما يمكن أن يكون قد تم النجاح فيه و هو غرس الوعي السياسي بين فئات عريضة من مجتمع كان نائما ثم استفاق..

و على أمل أن ينهض بعد استفاقه للوقوف على رجليه و تقديم كل الجهد لتنمية منطقة هي في الأصل لنا جميعا…

 

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .