الرئيسية كتاب وآراء  هـــــواجـــــس ومهجوسات ،                                    وأوهــــــام وأحــلام وخيالات.     بقلم ذ.محمادي راسي                    

 هـــــواجـــــس ومهجوسات ،                                    وأوهــــــام وأحــلام وخيالات.     بقلم ذ.محمادي راسي                    

كتبه كتب في 29 أكتوبر 2019 - 1:37 ص

 

جريدة البديل السياسي /               بقلم ذ.محمادي راسي /

  

  شــــذرات ؛ 

  """"""""""                 

                هـــــواجـــــس ومهجوسات ،                                         وأوهــــــام وأحــلام وخيالات.   """""""""""""""""""""""""""     

                    أوفـــريـــدت  الإغـــريقية " ببني انصار                              &&&&&&&&&&&&&&&&&&&     

                   أوفريدت بعثت إلى هذا العالم في السالف من الأيام ، وبعد رحلة طويلة عديدة المراحل والأطوار،عرفت من خلالها تاريخ العالم والبشر … حلت ببني انصار لأجل الاستراحة والاستقرار ، ولم تعرف كم  استغرقت الرحلة في الفضاء ؟، تبحث عن اينشتاين ليشرح لها نظرية النسبية ، وأنواع الزمن وسرعة الصوت والضوء والسنة الضوئية وقياس LY.. ..وبحثت عن إرنيست ماخ الفزيائي والفيلسوف النمساوي ernest mach  ليشرح لها "رقم / ماخ "وغيرها من القواعد الفيزيائية وعلم الرياضيات ولكن ؛دون جدوى …لم يرقها ما رأت في الشوارع والأزقة والحدائق والفضاءات وما يحيط بالمدينة ؛ كتدني المستوى الثقافي ، وغياب المسرح والملاعب الرياضية والمسحة الجمالية للمدينة  رغم تقدم الإنسان ومرور أزمنة وعصور عديدة ،ثم تواجد كثرة الأزبال والأدران ،وانتشار الروائح الكريهة ؛البول والعاذرة ، بالإضافة إلى الضجيج والفوضى ، وتفشي ظاهرة التسول ،واستفحال ظاهرة التسكع والتشرد ،وتنامي ظاهرة التطفل من طرف الرويبضين ……  فهربت وفرت إلى الطبيعة على غرار شعراء المهجر …. ثم نزلت بشاطئ ثيزرث ، ظنته أنه شاطئ "كيتيرا " حيث صعدت عليه بعد ولادتها في البحر، كما تقول بعض الروايات ،وهناك روايات كثيرة لا يصدقها العقل من حيث طريقة ولادتها ونشأتها وتكونها ….؟؟ ، ربما في  رحلتها الطويلة المسافة عبر الزمن ، تعرفت شيئا ما عن نيام أفسيس حينما مرت بالبحر الرومي ، وقرأت الملحمة الشعرية الكوميديا الإلهية لدانتيه ألياري، وصف فيها طبقات الجحيم والفردوس من خلال رحلة وهمية ، بقيادة فرجيليوس وحبيبته بياتريس حينما مرت بإيطاليا ؟، ولكنها  لم تسمع برسالة الغفران للمعري المبدع بقصة إلهية طريفة قبل دانتيه ، وقد كتبها في عزلته يرد فيها على رسالة وجهها إليه ابن القارح كما تذكر بعض المراجع والمصادر ،ونسيت كليوبترا والأهرام حينما مرت بمصر، وما قاله الشاعر علي محمود طه النوتي التائه السائح السابح بشعره الجميل في كليوبترا ،ويزداد جمالا بلحن وغناء المرحوم الموسيقار محمد عبد الوهاب  من أهرام الطرب في العالم العربي .  

كليوبترا أي حلم من لياليك الحسان 

طاف بالموج فغنى وتغنى الشاطئان 

وهفا كل فؤادي وشدا كل لسان 

هذه فاتنة الدنيا وحسناء الزمن 

 بعثت في زورق مستلهم من كل فن ….. 

                                ونسيت ما نبغ فيه العرب من علوم واختراعات في القرون السالفة ، بينما كانت أوربا تعيش في ظلام دامس …

                     بعثت أوفريدت ببستان شفاف ناصع ، وتاج فوق شعرها المسترسل  من إكليل الجبل ، تنبعث من عيونها نيران بروميثية ، بقد نحيف ناعم  رشيق رقيق ممشوق ، تذكرت في هيفها ونحافتها قول الشاعر ؛

من الهيف لو أن الخلاخل صيرت 

 لها وشحا جالت عليها الخلاخل .

                               تمشي الهوينا حافية القدمين  فوق الرمال الذهبية ،وهي واجلة بدافع الغربة والخوف ،تشعر أنها غريبة عن هذا  العالم ؛ غريبة اللسان والهيئة والهندام والزمان والمكان ،كغربة الفتى العربي في" مغاني الشعب"  قصيدة للشاعر المفلق المتنبي الحكيم يصف فيها شعب بوّان … لا تعرف ولا تفقه شيئا عن جديد عصرنا ؛الحداثة /العولمة/ التكنلوجية الإلكترونية /…..  ،حارت مما عاينت في مختلف الأمكنة؛ /الشاطئ / ثيزرث/ بني انصار/ …..،رأت عجائب وغرائب حينما حل الليل والناس جالسون أمام لوحة تترقرق بنور القمر اللجيني ، لا تعرف أحدا، ولا يعرفها أحد ، كأنها جاءت إلى هذا العالم عن طريق الأطباق الطائرة من المريخ أو غيره ،أو سابحة في الفضاء  من عالم آخر ، ولكنها تعرفت على بوسيدون، وتذكرت سفينة أوديسوس وما حصل لها ، وغفلت زوجها هيفايتموس ،واسترجعت ذكرياتها الغرامية مع آريس ،وهيرميز وبوسيدون ، وما زال في اعتقادها أن فينوس ولدت في البحر، لذلك سارعت إلى المجيء إلى شاطئ ثيزرث ولكن ليس في محارة ـــ تحرسها فلورا ودافني  ـــ لتكسب مودة بوسيدون المتحكم في البحر من حيث هدوئه وهيجان علاجيمه وعواصفه البحرية ، لذلك شرعت تمشي بترنح وتغنج وعنجهية نحوه وقد أغواها بأمواج اليم البيضاء كالأسنان المفترة الراقصة في ترادفها ، لقد استدرجها بالهدوء المغري وقت الجزر ، وبالموسيقى السرمدية الأزلية المستمرة ليل نهار ، طفق  يلامس ويداعب جسمها الأسيل ، ويتحدث معها بلغتها القديمة لتطمئن وتستأنس ، وهو لا يريد أن يبتلعها لأن له موعدا معها في الصيف المقبل وفي انتظار مولود جديد وبتسمية جديدة حديثة تساير هذا العصر ، طفقت أردد ؛                             

مللت كل قديم حتى مللت حياتي // إن كان عندك شيء جديد فهات 

                        بوسيدون في انتظار فينوس  الرومانية ليل نهار، يريد تجربة جديدة ومتعة فريدة ، إنه يحلم كل يوم ، ينتظر بزوغ الشمس نهارا ، لتمر فينوس بشاطئه الرملي اللافح، ليراها وهي مستلقية بجسمها الرشيق  فوق الرمال العسجدية ، وظهور القمر الأقمر الأغر ليلا ، لترقص فينوس على أديم اليم اللجيني الساحر، بوقع أنغام الأمواج الخالدة مع كئاس باخوسية ، تظن أن اليم مسرحا أو كوليزيوما، ولكنه خال من التظاهرات الرياضية ومن ظهور  اسبرطاكوس متزعم ثورة العبيد ، مازال بوسيدون يحلم وينتظر عشتاروت الفينيقية أن تمر به ،ولكن هيهان ..لقد نسي أنها مرت منذ قرون بروسادير القديمة بمليلية ، يستحيل الرجوع بعد ما لقيت الألاقيّ من جراء الحروب ، ومازال يحلم بكليوباتر التي فتنت قيصر بجمالها وشخصيتها   ، وبنفرتيتي ــ أي الجميلة أتت أو المرأة الجميلة التي أقبلت ـــ الجذابة بجسدها الجميل ، وأنفها المثير للجدل ،وتمثالها النصفي، ولغزها التاريخي ، ونسي هيلانة التي اشتهرت بجمالها فاق جمال أوفريدت وغيرها ، ومن كثرة وسامتها خطفها باريس، وكان ذلك مدعاة لقيام حرب طروادة أو إليون  ، كما أن هيرا وأثينا حقدتا عليه لمنح جائزة الجمال لأوفريديت ، كما تحكي الروايات …؟؟ وقد تغنى هوميروس بمعارك طروادة في الإلياذة.      

                أسبازيا/  و/دون جوان/ و /هبورة/  و/زعنان / و/قجوعة/ و/حمقان /.وو…. وهم وافدون على ثيزرث ، يريدون  ألا يمر أحد بالشاطئ ،وألا يسبح فيه من كثرة حسدهم وحنقهم وشفونيتهم وخزرهم وشزرهم  وعدم قبولهم للآخر ،لأنهم يخالون أن الساحل في حوزتهم وملكيتهم … وأنهم من أهل؛/ أوناسيس/ روكيفلر/ قارون/ نيرون / نمرود / وو…ويخال بعضهم أنهم ؛  ليف مارلي / ليفينكليف/ جامس بوند / ريتشارد بورتون / …. إنهم يحلمون ، يهيمون ، يتيهون …ويوهمون الناس بأن لهم كذا وكذا…. كلما حل الصيف ….؟؟؟ إنهم كالسراب والسحاب يعيشون دائما في قلق  واضطراب …عقولهم فارغة وقلوبهم فظة ، إلى أن أصابهم مرض الغرور، واعترتهم عقدة نرجس وعقدة ناطوس وعقدة أوديب إن لم أقل عقدة إلكترا …… فعلى من ورثوا الشاطئ هل عن البحر/ أم عن الأمواج /أم عن  الحيتان / أم عن المحارات والصدف والحلزونيات / أم عن الريح /أم …؟؟؟. ولكن عليهم أن يحذروا من غضب ثيزرث ، ومن غضب الطبيعة ومن غضب بني الغبراء …تكرارا للغضب للتأكيد والتنبيه ،وقد "أعذر من أنذر"  ، و"إياك وما يعتذر منه "، لذا عليهم أن يتركوا طبيعة ثيزرث على سجيتها وسذاجتها وعفتها وحيائها، كما كانت قديما مع احترامها واحترام شاطئها الجميل ، وبحرها الشاسع الذي هو مصدر رزق وعيش للصيادين ،وإلهام للكتاب والشعراء والرسامين والرومانسيين والحالمين  ،وبلسم ودواء لذوي الأعصاب ، ومتنفس للمصطافين صيفا ، وملاذ للهاربين من سلوكات المدينة المشينة ،والذين يريدون الهدوء والراحة والطمأنينة ،عليهم أن يأخذوا الحيطة والحذر إذا ما استمروا في غطرستهم وتعجرفهم وتفجسهم ، والحذر من عودة فلورا وديانا الأسطوريتين ….،  وعودة أندريا وسان زينون وأولغا ودانا وقد عادت الأخيرة مرة أخرى في هذه الأيام إلى أسبانيا ، فأحدثت خسائر مادية بواسطة الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات كما في الشهر السابق ونحن في فصل الخريف . 

                  هذه مهجوسات وخيلات من نسج الخيال والأوهام فيها  ميثيولوجيا وأساطير وسوريالية ورمزية وقليل من الواقع ….انثالت على خاطري وسكنت في خلدي ، ثم تشتت شذر مذر وشغر بغر، وأنا في أحلام وأوهام في سيري ووقوفي بجانب الشاطئ الشاسع الساحر الجميل برماله وصدفاته ويرامعه ،وإزاء اليم الطغم الخضم الملهم ، يدعوك إلى القول والبوح والمناجاة والمناداة والهذيان أحيانا ، وأنا لست واقفا بموطن الجن بوادي عبقر ملهم الشعراء ،كما قال أحدهم :

إني وإن كنت صغير السن // وكان في العين نبو عني 

فإن شيطاني أمير الجن /// يذهب بي في الشعر كل فن . 

أو بأطلال درست لتذكر هند وليلى والأهل والظاعنين كما كان يفعل الشعراء القدماء …إنها فقط لحظات عابرة وأفكار متناثرة فيها الواقع والأسطورة والرومانسية والسريالية… تجعلني أسافر عبر الأزمنة العريقة وتذكر بعض الشخصيات التاريخية والخرافية والخارقة للعادة وفوق الواقع…ربما لحظات فيها شوق وحرقة ولوعة وحنين إلى الزمن الجميل …لا أدري …. ؟؟؟،  فلابد من الصحو والاستيقاظ والمصحاة لذلك يقال في مثل هذه الأمور العابرة "فيه مسلاة من كرب الهم ومصحاة من سكر الهم " ، ثم الرزانة والتعقل ،فميثيوس ـــ ضد اللوغوس الذي هو والعلم والعقل ـــــ يتصف بالزيف والكذب والوهم والخرافة، كما أن الفكر الفلسفي يرفض كل ما هو أسطوري …وما زالت أوفريدت تنتظر وتتوق نظرا لجمالها ورشاقة جسمها ؛ أن ينظم فيها هوميروس وفرجيل قصائد شعرية،ويكتب عنها سوفوكليس مسرحيات … وأرخيلوخوس وبوليبيوس وتوكيدديس وهيرودوت والأخير أن يكتب عليها روايات تاريخية …. ولكن هيهات وأيهان وأيهات  …..

                 أختم بالعنوان وأعود إليه   والعود أحمد …إنها مجرد شذرات و لحظات عابرة وهواجس ومهجوسات وأوهام وأحلام وخيالات ؛ فيها هذرمة وخرشفة وخرفشة ،و"أضغاث أحلام"  و"ضغث على إبّالة "، من وحي الأسطورة والخيال والخوارق واللامعقول أحيانا ، وأحيانا فيها القليل من الواقع . 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .