الرئيسية دين و دنيا ((اللمة)) المسيرة القرآنية بزرقطن جهة مراكش أسفي

((اللمة)) المسيرة القرآنية بزرقطن جهة مراكش أسفي

كتبه كتب في 16 سبتمبر 2019 - 9:14 م

جريدة البديل السياسي:   محمد_قشتو /

بعدما صار الناس جميعا بجماعة زرقطن جهة مراكش أسفي يعدون ((اللمة)) من الذكريات الجميلة بالمنطقة، وصاروا يذكرونها فقط فيم بينهم وبين عائلتهم، ويعدونها ذكرى سنوية ولت بدون رجوع، أيقظ الله فقهاء أجلآء وعمر قلوبهم بالإيمان فقاموا ونادوا بالمسيرة القرآنية الجليلة لإعادة إحياء مجد من أمجاد حفظة كتاب الله بالمنطقة.

لذلك عرف المقر القديم لجماعة زرقطن زوال أمس إستقبال وفود جليلة من أئمة المساجد وحفاظ كتاب الله من قبل نجل الرحيل عبد العزيز المسيوي -رحمه الله- إيذانا ببدء وافتتاح {اللمة} بمصطلح الفقهاء، لتعود هذه المسيرة مجددا بعد سنوات عديدة من غيابها. وعادة حفظة كتاب الله في هذه المسيرة أنهم يزورون عدة مشيخات داخل التراب المحلي لجماعة زرقطن، بما فيها مشيخة غدات، ومشيخة إسوال، وكذا مشيخة تافگة، بحيث يقرعون أبواب جميع الدواوير داخل كل مشيخة، ويلبثون في كل قرية يدخلونها يوما كاملا أو بعض يوم، يستقبلون أجل استقبال، ويكرمون أعظم تكريم، ولا يخرجون حتى يدعوا قائدهم للقبيلة المضيفة بالخير والثواب والإحسان، ويشدون الرحال بعدها لقرية عامرة أخرى، وهكذا دواليك حتى ينتهوا من جميع المشيخات المذكورة.

وجدير بالذكر أنها مسيرة تستغرق شهرا كاملا وأحيانا أكثر من شهر، وقد تعرض لذلك النائب البرلماني السابق والرئيس الأسبق للجماعة ذاتها فخامة المناضل عبد العزيز المسيوي في كتابه [ذكريات نائب] حينما تحدث عن حسنات المسلمين داخل الجماعة فعد منها المدرسة القرآنية بايموزار التي تخرج وفودا من الطلبة والفقهآء، وكذلك هذه المسيرة التي يقول فيها عند الصفحة [266] : " تنظيم سنوي لمسيرة قرآنية، تضم أكثر من 250 من أئمة المساجد وحفظة كتاب الله، يقومون بجولة عبر مختلف الدواوير والمشيخات لمدة تزيد عن الشهر أحيانا، وتستقبل هذه الكوكبة من طرف السكان، وتقدم لهم أشهى الأطعمة وتكرم وفادتهم، كما تختص هذه المسيرة في إصلاح ذات البين بين السكان والبث في نزاعاتهم ".

وقد عرف يوم أمس إفتتاح {اللمة} بقصيدة شعرية ألقاها على مسامع الحضور فضيلة العلامة الفقيه سيدي الحاج عبد الرحمان أبناي، شيخ وإمام وخطيب المدرسة القرآنية بايموزار – بارك الله في عمره – وتعود القصيدة إلى سنة 1994 حيث ألقاها الشيخ الجهبذي حينها بايموزار على مسامع عبد العزيز المسيوي.. وها هو يلقيها بحضور نجله، وهي من القصائد الجميلات التي تحرك الكوامن من المشاعر، والتي لم يتحمل منها الرئيس الشاب إلا أن يذرف دمعه. ولم يتوانى السيد أمين المسيوي تتبع أثر والده، في الإحتفاء والترحيب بالسادة الفقهاء وأكد عليهم في إحياء هذه السنة المباركة طيلة كل سنة..

وكما عرف الحفل أيضا حضور قائد الأئمة بالمنطقة الشيخ الحاج الحسين بويغجدن – بارك الله في عمره -، لتكون بذلك اللمة قد بدأت من جديد لتعيد الألفة للشتات وتزرع بذور المحبة والإخاء مجددا بين القبائل. فبعد الغذاء وقراءة القرآن وأداء صلاة العصر توجه الجمع المبارك إلى قرية تبحگات بتزليدة للمبيت بها في أول ليالي اللمة، وفي اليوم الموالي سيشرعون بالعبور إلى قرية أيت منصور بالجهة المقابلة من واد غدات، ثم إلى زيارة سيدي اعلي أمحمد حيث كان نقطة بدايتهم فيم مضى، وعند الغروب سيشدون الرحال إلى تكموت للمبيت بها في ثاني ليالي المسيرة، وهكذا مع كافة الدواوير إلى أن تنتهي المسيرة.

وحقيق أن يعاد إحياء مثل هذه الأمجاد الربانية، التي ليس فيها سوى ذكر لله أناء الليل وأطراف النهار، فهو مجد وعرس من عادات أهل المنطقة، فالله الله ألا تفرطوا فيه، ففيه الخير والبركة لكل من تطأ أقدام حفاظ وحفظة كتاب الله أرض قبيلته، أو تهنأ بالأمن والسلام في عقر داره. والقبائل المعنية كلها أهل حفاوة وكرم وتبجيل، فلا يخلون في سبيلهم أن يعرفوا لضيوفهم من أهل الله وخاصته أنواع الترحيب والضيافة والكرم. #محمد_قشتو / المغرب.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .