الرئيسية كتاب وآراء كــــــــــي لا نـــــنــــســـى …. بقلم ذ. محمادي راسي 

كــــــــــي لا نـــــنــــســـى …. بقلم ذ. محمادي راسي 

كتبه كتب في 13 سبتمبر 2019 - 2:39 م

 

جريدة البديل السياسي:                         بقلم ذ. محمادي راسي :

             

 كــــــــــي لا نـــــنــــســـى .

 &&&&&&&&&&&

 

           "مــــا زالــــوا على مــــزنـــــهم" 

             و"دانا " تزورنا بين آونة وأخرى ….

            """""""""""""""""""""""""

              استمعوا واسمعوا وعوا واحذروا ولا تنسوا ……

استمعوا إلى الطبيعة وانظروا  إلى وجه السماء …واستعدوا لفيضان الأمطار ..ولا تنسوا ..

                   إنهم  يبنون في الوديان بدافع الجشع والطمع وغريزة حب التملك ؛ ومن رخص لهم بذلك ؟ .فالوديان لا بد أن ترجع إلى مجاريها الطبيعية…وستسترجع ما اغتصب منها، بقوة قانون الطبيعة لا بقانون الإنسان الطاغي المطماع.

 

            من لا يحب بلدته لا يحب وطنه ،ومن لا غيرة له فهو ميت،ما لجرح بميت إيلام ؛كما قال المتنبي الحكيم ، ومن لا يسمع ولا يستمع ولا يعي ولا يحذر …وينسى ما يحيط وما  يحدق به ….ولا يتعظ ….فهو كالجماد أو كالحجر الأصم الصلدح أو كالمكان الصلد … 

                 تلبدت السماء بالغيوم والغمام  والمزن ،أومض البرق الذي يخطف الأبصار منذرا البشر بقدوم المطر ،ودوى الرعد بعلة تدوية السحب التي ترجف القلوب والجسوم ،وتخرم  الآذان فتجعلها خرماء، فما بالك بالصواعق التي تبز الكهرباء قوة وعظمة …؟؟. ثم نزل المطر هذا الصباح 28ـ1ـ2012 بردا مدرارا تارة ، وتارة أخرى رذاذا …فجرى الماء قسيبا ،وانقصفت السيول ،فامتلأت الشوارع والأزقة والأحواض ،وما بالك ثانية  لو جاءت رياح قاصفة ؟ستكسر وستهدم ،وستجعل المدينة مظلمة وأنقاضا ونقضا ،كما ينقض الحرف السابع الساكن … فأين المفر ؟..سنكون في شبه زلزال لا قدر الله ذلك، ونطلب من الله أن يعصمنا ويحفظنا من كل شر ومكروه . 

                    لقد أروى المطر ما لم يرو ،وارتوى وترفه ما بالحديقة ،بعد أن أصابه الجفاف والعجف …. الطريق الرئيسي فاض بمياه الأمطار التي وصلت إلى رصيف الحديقة ،وكانت الشوارع كالأنهار ،بسبب اختناق  البواليع ،تعذر المشي فيها ،وحتى بعض السيارات تعطلت وشلت محركاتها بسبب صفائح القدح التي وصل إليها الماء ،هذا المطر لم يستمر كثيرا،فلو استمر يوما كاملا سنكون في مدينة عائمة كالبندقية ،أو إحدى مدن الأراضي المنخفضة . 

                    إنهم لا يسمعون ولا يستمعون ولا يعون ولا يتعظون بما سبق ولا يستعدون….أين المجرفات والمحدلات والرافعات والشاحنات والناقلات وسيارات الوقاية والإسعاف …إذا طرأ طارئ ….؟؟ لأن هذا اليوم هو يوم السبت أو "الويكاند "…كما يحلو أن يتفوه به البعض …ااا فأين المداومة …؟

                        إنهم في انتظار ..إلى أن يصيب المدينة الطغم والطوفان، وفي ذلك الوقت ؛ فات الأوان ،وسيكونون خارج التغطية ،ولا عاصم لهم ،من سيقاوم المياه الجارفة العارمة ؟.إننا مللنا من فلسفة الانتظار التي تفضي إلى التواكل والاحتضار والغثيان والاعتسار   ، حياتنا كلها انتظار؛ …في الإدارات والمطارات والمستشفيات والمحطات …. وانتظار الترقيات والحوارات والتعويضات والزيادات خلال عدة حوليات والتغطيات ؛تغطية النفقات ،وتسوية تكلفة مصاريف العلاجات من طرف التعاضديات …. وفي انتظار الذي يأتي ولا يأتي ….وفي انتظار غودو …..وهلم جرا وانتظارا وترقبا وترصدا وترددا ووجلا وقلقا… بين اليأس والأمل والكربة والفرجة …. إن الطبيعة لا تقبل الانتظار ولا الفراغ ….إنهم ينتظرون إلى أن ينزل المزن الذي يأتي بالفيضانات التي لا تقبل الانتظار، لأنها لا تتوفر على المكبح والحجام واللجام والحكمة والخطام والغمامة بكسر الغين .

             عود على بدء:"إنهم ما زالوا على مزنهم"  و"دانا " تزورنا بين آونة وأخرى، لتترك ــ بدون خجل وحياء وعطف ومراعاة ـــ وراءها الخسائر المادية والمفقودين والموتى .

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .