الرئيسية كتاب وآراء من وحي الصيف ـــ 1ــــ : بقلم ذ.محمادي راسي

من وحي الصيف ـــ 1ــــ : بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 11 أغسطس 2019 - 12:43 ص

 

     جريدة البديل السياسي:                 بقلم ذ.محمادي راسي :

 

 

من الأرشيف

"""""""""""         

              من وحي الصيف ـــ 1ــــ  

              &&&&&&&&&&

كلما حل الصيف إلا وهرول الناس نحو البحر بحبور وشوق واشتياق  للاصطياف والاستجمام ، والانتقال من رتوب الجد والاعتكاف إلى فترة  الانبساط والاحتكاف ، لتستجم قلوبهم بشيء من اللهو والتسلية والنسيان  ، ولتنسجم مع أنغام أمواج اليم التي تسحر الألباب ، تلكم الأمواج المنذعجة المتدفقة المترادفة دائما في سباق يعلوها الزبد فكأنها أصابها  العرق من فرط السباق ، ثم يصيبها الوهن فتتراجع إلى الوراء وتفنى في الرمال وذلك نهاية المطاف ،وتجعل الإنسان تائها متأملا متدبرا ما أبدعه الله من عظمة في هذا الكون ، عاشقا لجمالية الطغم الشاسع  الهائل ذي العظمة والجلال ،والرمال العسجدية ،والصدف والحلزونيات اللجينية ،والطيور المحلقة المغردة جذلى بقدوم فصل الاعتدال واللطافة واللباقة . 

                         إن الحركة المتزنة بين المد والجزر ليست عشوائية اعتباطية ،فهي من عمل الطبيعة التي  تحدث التوازن ولا تقبل الفراغ ، هذا الخضم العظيم الوسيم أحبه الإنسان منذ أن وجد ،بل عبده جهلا ودهشة  وخوفا من عظمته وهيجانه ،ولما تفتح عقله ، واستأنس به استغله في الملاحة بالبواخر المواخر الضخمة ،والصيد بالقوارب والأفلاك الجارية المتوسطة ،والسفائن المقشرة لأديم اليم ، والاصطياف والاستجمام  والعوم ،فظهرت رياضة السباحة والألعاب الشاطئية ، وأقيمت مدن سياحية ، وألهمه البحر بأفكار فلسفية ،وقصائد شعرية ، بل فكر في قطعه بدون جواز ولا بطاقة إلى البلدان الأخرى ،كالعصفور الحر وما هو بحر، لأن العوامل الطبيعية ترغمه على الاستقرار وبناء الأوكار، فتقيده القيود المناخية التي تجعله مستسلما  منقادا ذلولا ، هذا البحر ذو الشاطئ الرحب ،لم يعد صافيا أصبح ملوثا بالنفايات التي تصب فيه ،علاوة على سلوك الطائشين الذين لا عمل لهم ، يمكثون بين الدسكرة ونقر الدربكة ،وتناول "الدليو "و"السولسيون "و"المعجون "و"القرقوبي" و"أبرشان" و"أشمرار" و"الحمار " ومنهم من يريد حياة "الأفتر" المستهجنة المستحيلة   بثالوثها أو….أو مالا يقبله العقل والمنطق والعرف والشرع والقانون …. ، وهلم نعتا وتعريفا لغة واصطلاحا وتحريفا وانحرافا ..                                                                                                                                   

                              أجل ؛يمكثون طوال  النهار بالشاطئ لاستفزاز المستجمين الذين يدغفهم  حر الظهيرة وحم الهاجرة بالعوم والسباحة ،ولتحقيق الذات المنهزمة المنكسرة ، بخلق سلوكات ملفتة سلبية أكل عليها الدهر وشرب ،واستعراض لأجسام  في لباس غير لائق ، في إباحية مرفوضة وموضات زائفة زائلة مع انعدام لباس التقوى ، والبعض منهم يبتلعهم اليم لتعجرفهم وجهلهم، وفي الليل ينتظرون الإبحار المستحيل ، ويتسكعون في الشوارع إلى الصباح للانطلاق إلى البحر ثانية ، وهكذا دواليك وهلم غدوا ورواحا واستفزازا للبحث عن تحقيق الذات في الخزعبلات  والملذات المحرمة ،إنهم يزعجون المصطافين بسلوك تلوثي سلبي انهزامي .فأين الأمن الاصطيافي والسياحي ؟ ،فما على الحال بالشاطئ إلا الترحال والرحيل ، لأن اللبود والربع فيه من المستحيل ، لذا أ صبح الإقبال ضعيفا ،وعلاوة على هذا حلول شهر رمضان المبارك المعظم .

                  إن المواطنين اليوم / على الصعيد الوطني/ انتبهوا إلى هذه السجايا المشينة  المشجبة المخجلة كلما حل موسم الصيف ، فأصبحوا يختارون المتاجر الكبرى المكيفة  للتبضع والجلوس في المقاهي الملتزمة ،وفي المساء والليل المشي في الشوارع الفسيحة المضيئة الآمنة .

                           أما في مدينتنا ،فلا تستطيع الجلوس  ولا التجول ،بعلة تربص اللصوص والمتسكعين الذين يريدون الحصول على غنيمة  بدون كد وتعب ، لشراء المحرمات ، ثم القيام بالاستفزازات في الشاطئ ،ومن جهة أخرى احتلال الملك العام ،والحدائق المليئة بمجالس الشيشة وما يشبهها ، وغياب الإنارة بالحديقة من الجهة المحاذية للسكة الحديدية    والمحطة،والإفراط في السرعة من طرف السائقين المراهقين الطائشين للسيارات والدراجات النارية ،فمتى سيتنزه المواطن والأسر في أمن وطمأنينة .؟ ..فأين الأمن الاجتماعي والسياحي ؟ أين الأمن الوطني ؟ أين السلطات المحلية ؟ أين المسئولون ؟ أين المواطن المثقف الواعي ؟ أين ثقافة  المواطنة والمدنية واحترام الملك العام ؟ أين الأخلاق ؟ أين ثقافة الاحتجاج على المنكر والشر ؟ أين حرية الآخرين ؟ فهل الحرية هي الفوضى والبلبلة ؟ أين نحن جميعا ؟؟ ،استفهامات كثيرة ومتنوعة بدون أجوبة ..لأن المرء لا يستطيع الاصطياف في الشواطئ ، ولا التجوال في شوارع المدينة ، فهذا الإهمال هل  يعتبر سهوا أم عمدا أم تحديا ؟؟ .

                        إن الإشكالية الكبرى اليوم تكمن في الإنسان نفسه ،فما نوع الإنسان الذي سيسير في الشارع ،وسيمشي على الرصيف ،وسيجلس في المقهى والحديقة ، ؟؟ لأنه يقوم بالتخريب والتكسير والتبول والتبرز في فضاء المدينة أمام المارين بدون خجل وحياء ، ويساهم في حشد الأزبال وارتكاب التلوث ،فأين المراقبة والمسئولون والمدبرون أمر هذه البلدة ؟؟ إننا جميعا في حاجة إلى نظام وانتظام ،وضبط وانظباط وفق القانون لنسير سيرا حسنا ، فلا نرى إلا الفراغ والفوضى  والرعونة ،لذلك انتشرت هذه التصرفات المستهجنة المستفحلة والتي لا رادع لها …لا ندري لماذا ؟ ،هل لضعفنا أم أننا غير قادرين على تحمل المسؤولية ، أم لسنا في المكان المناسب ، أم حصلنا على مناصبنا بدون استحقاق و عن طريق الغش ؟؟ الجواب عند جهينة ذات الخبر اليقين …اا 

 

                    هامـــــــــــــــــش 

وأنا أكتب هذه المقالة لا بد من تهنئة لتلامذتنا الناجحين في الباكالوريا في مختلف الشعب ،  وأدعوهم إلى استغلال هذه العطلة الصيفية في دراسة اللغات الأجنبية نظرا لمتطلبات العصر، وأتمنى النجاح للذين شملتهم الدورة الاستدراكية ، بالمراجعة والمثابرة ،  أما الراسبون فأحثهم على الصبر والكد والاجتهاد؛ قصد النجاح في السنة الدراسية القادمة بعزيمة وإقدام لمحاربة الكسل والفشل ،لأن شهادة البكالوريا عبارة عن ورقة مرور إلى عدة جامعات ومعاهد ومراكز  ، وفعلا حتى تسمية البكالوريا سميت باسم الذي بكى من صعوبة الامتحان ، وكان اسمه لوريا فقيل بكى/ لوريا ،وعند العرب :بحق الرواية كما تذكر بعض المصادر ،لا يهمنا الاسم ، الذي يهمنا ــــ ويشغل بال الآباء والأمهات  ــــ أن ينجح تلامذتنا في الحياة الدراسية مصحوبة بصحة جيدة ،ثم التوفيق في الحياة العملية مستقبلا مشحونة بالنزاهة والاستقامة والجدية ،لبناء وتسيير هذه المدينة / اللامدينة /اللامعقولة / التي تعيش في الطوباوية والبوهيمة والسريالية والإهمالية والإمهالية والتواكلية والانتهازية ،لأنها اعتمدت على الغش في كل شيء …ومن غشنا فليس منا بتاتا ،لذلك لا تستطيع أن تمنح أي شيء  ، وتبدع في مجالات تفتقر إليها هذه القرية المنسية ، لا أحد ينقذها من الغرق والخرف والخرق ، لانعدام النواتي والربابنة والملاحين الأفذاذ القادرين على إنقاذها ، كي تسير في اتجاه صحيح رزين مضبوط منتظم ….إن النمل أو أبا مشغول رغم صغره فهو من أكثر الحشرات اجتهادا وعملا وتواصلا وتنظيما وإن كان مستهلكا ، والنحل أيضا مثابر ومنتج وليس بمستهلك ؛ يعمل بنظام ،يمتص الزهر لغذائه ثم ينتج العسل الطبيعي  الذي فيه شفاء للناس ،يعجز عن صنعه الإنسان ــــ رغم ضخامة جسمه ـــــ مهما أوتي من علم وقوة واختراعات مختلفة وصناعات دقيقة وخفيفة و ثقيلة وإلكترونية وو…ااا.

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .