الرئيسية ضيف البديل نصيــــبــــــــك  يـــا وطــــــــــنـــــــــــي ..اا بقلم ذ.محمادي راسي 

نصيــــبــــــــك  يـــا وطــــــــــنـــــــــــي ..اا بقلم ذ.محمادي راسي 

كتبه كتب في 30 يوليو 2019 - 2:36 ص

 

جريدة البديل السياسي:                بقلم ذ.محمادي راسي /

 

من الأرشيف 

 

نصيــــبــــــــك  يـــا وطــــــــــنـــــــــــي ..اا

&&&&&&&&&&&&&&&&&

تـــــــــــمــــــــــهيـــــــــد

                              وطني بمدنه وأحيائه وقراه و"مداشره " وقبائله وجباله ،استشهد رجاله من أجل استقلاله ،  ومن أجل الحرية والكرامة ، وتعرض بعض المناضلين للاعتقال التعسفي ، والاختفاء القسري ،والنفي والتعذيب والإعدام ، والقهر والقمع والكبح ،ليكون  حرا منتصب القامة ، معتدل القد ، جميلا بطبيعته ومدنه وقراه ، ذا عيش رفل رغيد ،مطمئنا في ندح ودعة وسعة ، لا نرضى أن يمسه سوء ،أو يتلاعب أحد بمصالحه  وبأبنائه ،ويعيث فيه فسادا ، ويزرع فيه الرعب والرهب ، ،وينشر فيه الظلم والضيم ، ثم يوقعه في الرطم والوغم …بعد الكفاح والجهاد والنضال والاستماتة والاستبسال . 

                يقــــــــــــــــولــــــــون ؛

                """"""""""""""""""

                        يقولون /يتقولون  / يتشدقون/ يتبجحون / يتفجسون ،ولكن ؛واقعيا وتطبيقيا وعمليا لا نرى ما يقولون ،إنهم يقولون ما لا يفعلون ،وفي كل واد يهيمون ، لأنهم أحيانا يشذّرون كلامهم بالوشي والنمش والتنميق والنمنمة ، كأنهم من أهل علم  البديع أو علم العروض ،لهم نتفة من دراية ومعرفة وعلم وتجربة ، هم هدرة فقط ، يهرفون بما لا يعرفون ، كأنهم أصابهم الخرف قبل أوانه ….خبراء في الندغ والتباخس والقذف والسب ، يحتاجون إلى النشرة … يتفرقون شذر مذر، وشغر بغر ،   يتبجحون ببرامجهم الخاوية ، يضلون الناس بسياستهم الفارغة المليئة بالكذب ، يتبعون مذهب فن الكذب في السياسة القديم الذي لم يعد صالحا ولا ناجعا ، بجل ؛ إن السياسة علم ، فهناك في الجامعات شعبة العلوم السياسية تدرس ، ولكن السياسة بالمفهوم الجديد اليوم  ،هي "الخدمة "خدمة واجبة ، خدمة الوطن والمواطن وبناء الإنسان ، فمن لم يخدم المجتمع سواء أكان برلمانيا ،أم عضوا في الجماعة القروية أم في البلدية أم موظفا ساميا أم عاديا …. ؟ عليه أن يحاسب بالرحيل لأنه فاشل ، لقد انتهى زمن الخزعبلات والترهات والخب والتلعاب ، واللعب مع اللعوب ، وشرب بنت العنقاد أو  الكرم أوالكرمة من الحباب ،ذات الحباب التي تذهب بالألباب ،إن هذه السياسة تلاشت واضمحلت واندثرت ، أمام ازدياد الوعي ، وقيام الثورات في أنحاء العالم العربي ، وغيرها من الشعوب في العالم ، والاحتجاجات والمظاهرات والمسيرات ، الكلمة للشعب ، على ممثل الشعب أن يكون مواطنا عاديا ،همه الوحيد خدمة المدينة أو القرية والوطن ،وإلا عليه أن يبتعد ويحيد ، لا أن ينتفع ويستفيد ، ويغتنم بطرق غير شرعية ، متعمدا الزبابة ، مستخدما الزبانية الخاصة ، مستغلا مركز القرار والسلطة ،فيحس كأنه طاووس ،  وهو في قيمة ناموس ، لأنه أصابته عقدة نرجس وناطوس ، يطفق في استعمال الشطط في التسيير، دون استشارة موفقة ،وتدبير حسن ،فخير الأمور الوسط ،وحب التناهي شطط ، يفكر في أم دفار الفانية ، ولا يفكر في دار البقاء الأبدية الدائمة .

 

                 يــــــــــــــــــــــرددون ؛

                 """"""""""""""""""

                           ثم يرددون شعارات ومصطلحات لغوية /سياسية /اقتصادية ؛ التنمية المستدامة ، والحكامة الجيدة ، وحسن التدبير والتسيير/ المقاربة الشمولية المندمجة / محاربة الإقصاء والهشاشة / المحاسبة والمعاقبة /اللامركزية / اعتماد الجهوية ،  وجملة من الصناديق كالدعم والمقاصة والتدبير ، والدعوة إلى الاهتمام بالقرى ، بينما بعض القاطنين بها تجمدت الدماء في عروقهم بسبب الثلوج والبرد القارس ،وغيرها من المصطلحات ،تبقى حبرا على ورق ترددها الألسن في البرلمانات والندوات والمناظرات ، وكذلك محاربة الفساد ، ولكن بين آونة وأخرى تظهر اختلاسات  واختلالات وتسري الرشوة المتفشية بطرق خفية رغم رفع شعارات تنديدية ، وإعلانات إعلامية في التلفزة وعبر الأثير ،تشير إلى محاربتها ويعاقب عليها القانون ، إن هذه الأمراض استشرت وانتشرت واستفحلت وترسخت ، بسبب سلوكاتنا غير الواعية ، وسلوكات الذين في قلوبهم مرض وجبلوا على الطمع ، منذ نعومة أظافيرهم ، يا ليتهم قلموها  لعدم إيذاء الناس اا،إنهم يحتاجون إلى العلاج و التلقيح ، لطرد فيروس الاستغفال والاستبداد والاستفراد ، من جسومهم وعقولهم ، فلا بد من محاربة الراشي والمرتشي ، ثم إن السياسيين المنتخبين الفاشلين عليهم أن يرحلوا ،إذا لم يخدموا الوطن والمواطنين ، ليس من المعقول أن يظلوا جالسين على الكراسي لعقود في البرلمان بغرفتيه دون جدوى ….   ويمكثوا أزيد من خمسين سنة في تسيير الجماعات القروية والحضرية ، لأنهم لا يفعلون شيئا ، ولا يقدمون خدمة للوطن ، يظلون يخدمون مصالحهم الخاصة فقط ،ويرددون ترشيد النفقات ، وجيوبهم مليئة بالتعويضات ، ويضيفون إلى ذلك الاختلاسات والمكرمات والعطاءات لأجل اللبنات والحاجات والملذات المكروهة والمحرمة ، وحينما تحل لجن التفتيش ، يعملون طوال النهار والليل ، يصيبهم المخاض  والقلق والوجف والرجف ، يشرعون في البحث عن ثلاث أرجل القط بالتعبير دون كيشوط ، وأين ترشيد النفقات حينما يستعملون سيارات الدولة التي تستخدم في المصلحة العامة ،؟؟ففي خروجها ورجوعها يتمان بمحضر خاص يشير إلى التوقيت والاتجاه وأسماء الراكبين ،إننا نعاين بعض المسؤولين يستخدمون سيارات المصلحة العامة في أوقات غير مناسبة ، يحولونها إلى سيارات المصلحة الخاصة في أيام العطل والراحة ،بها يذهبون إلى الأسواق للتبضع تعود مليئة بالخضر والأكباش ،وإلى أماكن نائية للتنزه ،والانتقال من مقهى إلى ملهى و و…ويفتخرون ويزهون بسياقة هذه السيارات في أيام الراحة ، لإثبات الذات الجاهلة الفارغة من المسؤولية والإيمان ، يجدون كل شيء بالمجان ..مثل هؤلاء أن يرحلوا لأنهم يستنزفون أموال الشعب ،،في الدول المتقدمة المتحضرة الواعية ، الوزير يترجل  ،أو يركب دراجة عادية ، أو نارية ، أو سيارته الخاصة ،وهو سائر إلى عمله في الوقت المحدد بدون تأخر وغياب ….إننا مرضى بعقد التصعيد ،والتشهير ، والتعويض ،والنرجسية ، والناطوسية ، وجنون العظمة ، ففي هذا تبذير وليس تدبيرا ولا ترشيدا ، بهذا النهج سنسير إلى الحضيض ، سياحيا واقتصاديا واجتماعيا ،إن الدول الغربية اليوم تدرس خريطتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،وتطالب كل السياسيين الفاشلين الانتهازيين بالرحيل ،كما أنها تقف على مواطن المجاعة والبطالة والعطالة التي أصابت مواطنيها في مختلف المدن والبوادي ، إنها تفكر اقتصاديا ورياضيا في حل المعضلات ، لا تفكر في ركوب نوع السيارات الفارهة ،كما يفعل بعض وزرائنا وممثلينا ، والطبقات الكادحة تئن وتقاسي وتعاني من شظف العيش ،وتتوق إلى الحرية والكرامة ،والعيش الكريم ،والحق في العمل والسكن ،والتغطية الصحية ،هذا ما يجب أن يبادر إليه السياسيون اليوم ، وأهل الاقتصاد ، وأهل التخطيط والدراسات المستقبلية ….لا مناقشة أفكار ونظريات مستهلكة ،لتجزية الوقت والتمويه والتضليل والهروب والتملص والكذب ….،وقد أكل عليها الدهر وشرب . 

خـــــــــــــــــــــــــــــاتــــــــــــــمــــــــــــة 

&&&&&&&&&&&&&&&&&

                            يقال : الحنين من رقة القلب ، ورقة القلب من الرعاية ،والرعاية من الرحمة ،والرحمة من كرم الفطرة ، والفطرة من الطهارة ، والطهارة من الرشدة ،وطهارة الرشدة من كرم المحتد " أي الوطن " ،ويقال أيضا إن فطرة الرجل معجونة بحب الوطن .

                                 كيف  يتسنى للإنسان أن ينسى وطنه الذي ولد فيه ،وأكل من خيراته ،وعاش فيه مع أسرته الصغيرة والكبيرة ، واستظل بأشجاره الفواحة الفياحة ،وأدواحه  الوارفة المظلة ،وجال في ربوعه المعطاء الفيحاء ، ؟ حينما يشاهد الإنسان العربي الآثار العربية في إسبانيا ،فإنه يحن إليها رغم الأحقاب السحيقة العتيقة واختلاف الأجيال ،لأن روابط شتى تجمعه وتلك الآثار منها :اللغة والجنس والدين والقومية ، ونفس الشيء حدث للشاعر الراحل نزار قباني ، حينما زار قرطبة ،فأخرج المفاتيح من جيبه ليفتح الباب ،  خال أنه في وطنه .

                               الوطن بمفكريه ومثقفيه والسياسين والوطنيين المحنكين الغيورين الذين يتركون بصماتهم على التاريخ ،فنحن المغاربة قاطبة لا نبحث عن الأكل والنوم والخيرات والملذات فقط  ،بل ، لنا أفكار وتقاليد وعواطف مشتركة تجمعنا طرا وجمع وكتع وبصع وبتع ،أفكار وتقاليد عريقة في القدم منذ أمد بعيد ، والوثائق التاريخية خير دليل على ذلك ،إن الوطن الذي أقلتنا أرضه  ، يجب علينا أن ندافع عنه إذا دهمته الأخطار المختلفة ، وأن نستعمل في ذلك وسائل شتى، وكما قال كليمنصو وزير الدفاع الفرنسي أيام الحرب العالمية الأولى :"سندافع عن فرنسا وعن شرفها بأدوات المطبخ والسكاكين والشوك والطناجر إذا لزم الأمر"   .

                               عصرنا الحالي عصر الديمقراطية والوعي والأفكار السلمية الإيجابية ، والحوار وتقبل الآخر ، والحريات الجديدة  وفق التحديث والحداثة والمعاصرة والعصرنة والعقلنة ، والدستور الجديد ، ومعظم الدول اليوم منهمكة في بناء مجدها لتتباهى به ،وكيانها الداخلي لتضمن الاستقرار والاستمرار ، ولتدحر الأزمات والعقبات ، والأمم تسود بالعدل والحكمة والحكامة ،لا بالظلم والجهل والجهالة ،ألم تر أن الدول التي سادت  بالجهل والظلم والطغيان اندثرت حضارتها ،وبادت مقوماتها ،ولم يعد التاريخ يذكرها قط ؟.

                    إن الأفراد على اختلاف أمصارهم وأقطارهم ،  يغارون على وطنهم ،ولا يرضون أن يمس بسوء والأدب العربي حافل بذكر الوطن والتغني به  ، وهذا ابن الرومي يقول :

ولي وطن آليت ألا أبيعه ///وألا أرى غيري له الدهر مالكا .

أين نصيب وطننا الجميل بأرضه وبحاره وطبيعته بما فيها من أنهار وشلالات وأشجار  ومعادن وخيرات ….؟؟.وما هو واجبنا نحن كمواطنين نحوه ،وما هو واجب المثقفين والمنتخبين والسياسين إزاءه …؟؟؟

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .