الرئيسية ضيف البديل القــــــــــــــــــــــدوة أولا

القــــــــــــــــــــــدوة أولا

كتبه كتب في 8 يوليو 2019 - 1:58 ص

جريدة البديل السياسي:

تعيش غالبية الأسر بعد إعلان نتائج الباكالوريا حالة من الإرتباك و الإرتياب حول مستقبل أبنائهم، و مآلات إختياراتهم و إكراهات فهم الأصلح و الأجود لهم ، و يزداد الوضع تفاقما لما لا يحصل الإبن على المعدل الذي يخول له الإلتحاق بالمؤسسة التي كان يمني نفسه مواصلة مشواره بها ،و يحبسون انفاسهم لمجرد ان حلم مواصلة الدراسة بكلية الطب تبخر ،و بات إبنهم عرضة للجامعات ذات الإستقطاب المفتوح كخيار لا بديل عنه .

اقف مشدوها لهذه النظرة النمطية السلبية المرسخة في العقل الجمعي لكثير من العوائل، حول الجامعة المغربية ذات الإستقطاب المفتوح ، و كل ما يحتفظون في ذاكرتهم عنها انها بيت ما لا بيت له، و ملاذ الكسالى الذين انقطعت بهم السبل، ولم يجدو ا من حل سوى الإنضمام لها إذعانا لا اختيارا. اعرف نماذج كثيرة حصلت على معدلات عالية في العلوم الرياضية وفضلت الإلتحاق بكلية الحقوق، وكان لها شأو عظيم، و ابانت عن علو كعب في التحصيل و الفهم و الإستيعاب ،و رسموا مسارا استثنائيا كلل بتقلد مناصب عليا في دواليب الدولة . كما اني شاهد على نمادج اخرى تعذر عليها الإلتحاق بالجامعات و المؤسسات ذات الإستقطاب المحدود ،لعدم حصولهم على المعدلات التي تخول لهم ذلك ,و التحقوا بكليات الحقوق برغبة المجد و جسارة المجتهد و إصرار العبد الملحاح فانطلقوا بلا توقف إلى ان رست قواربهم في مرافئ آمنة .

الذي تحدوه الرغبة في النجاح لا معاذير له ،و سيبدع ولو خارج تخصصه ، و من تراخت احلامه لمجرد انه لم يحقق ما كان يصبوا له و التحق بالجامعة تزجية للوقت فالجامعة منه براء. الجامعة إذا اعطيتها كلك حتما ستعطيك ، وإذا كنت فيها عابر سبيل لن تلتفت إليك بل ستلفظك هيكلا فارغا، مثقلا بالإحباط مهزوزا من الداخل .

كان الله في عون الأباء الذين التفت حول أعناقهم حبال الأفكار المسمومة ،فرضخوا لإختيارات مكلفة لا لشيء ،إلا لأن إبن الجارة و إبنة الحاج احمد التحقا بكلية خاصة او مدرسة في الرباط بريفي – privé- ديال les ingénieurs إشباعا لهوى طائش و تقليدا اعمه لموضى بليدة ، اتت على ميزانيات اسر و اغرقتهم في قروض متعبة نفسيا و ماليا انتهت في الغالب بمآلا غير محمودة .

الذكاء في الإختيار اول أمارات النجاح، وحسن توظيف الموجود اختبار دقيق لا يفلح فيه إلا من تربى على فلسفة تدبير النذرة ، واغترف من معين الإصطبار و صناعة الفرص، اما الوفرة و الحلول المألوفة المكلفة فطريقها ليس دائما سالكا . ارحموا اباءكم ،فالله و حده يعلم كم مرة يهجرهم النوم بسبب قرض يطاردهم و لعنة اختيار

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .